' رؤيا حق ' . . ، وهذه القصة دليل واضح على أن الأحكام إنما شرعت لأجل المصالح ، وأن للاجتهاد فيها مدخلا ، وأن التيسير أصل أصيل ، وأن مخالفة أقوام تمادوا في ضلالتهم فيما يكون من شعائر الدين مطلوب ، وأن غير النبي صلى الله عليه وسلم قد يطلع بالمنام أو النفث في الروع على مراد الحق ، لكن لا يكلف الناس به ولا تنقطع الشبهة حتى يقرره النبي صلى الله عليه وسلم ، واقتضت الحكمة الإلهية إلا يكون الأذان صرف إعلام وتنبيه ، بل يضم مع ذلك من شعائر الدين بحيث يكون النداء به على رءوس الخامل والنبيه تنويها بالدين ، ويكون قبوله من القوم آية انقيادهم لدين الله ، فوجب أن يكون مركبا من ذكر الله ومن الشهادتين والدعوة إلى الصلاة ليكون مصرحا بما أريد به . وللأذان طرق : أصحها طريقه بلال رضي الله عنه ، فكان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين مرتين والإقامة مرة مرة غير أنه كان يقول : قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة . ثم طريقة أبي مجذوره علمه النبي صلى الله عليه وسلم الأذان تسع عشره كلمة والإقامة سبع عشر كلمة ، وعندي أنها كأحرف القرآن ، كلها شاف كاف . قوله صلى الله عليه وسلم : ' فإن كان صلاة الصبح قلت : الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم . أقول لما كان الوقت وقت نوم وغفلة ، وكانت الحاجة إلى التنبيه القوي شديدة استحب زيادة هذا اللفظة . قوله صلى الله عليه وسلم : ' من أذن فهو يقيم ' أقول : سره أنه لما شرع في الأذان وجب على إخوانه ألا يزاحموه فيما أراد من المنافع المباحة (ص. 404)
بمنزلة قوله صلى الله عليه وسلم : ' لا يخطب الرجل على خطبة أخيه ' . وفضائل الأذان ترجع إلى أنه من شعائر الإسلام ، وبه تصير الدار دار الإسلام ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إن سمع الأذن أمسك ، وإلا أغار ، وأنه شعبة من شعب النبوة لأنه حث على أعظم الأركان وأم القربات ، ولا يرضى الله ولا يغضب الشيطان مثل ما يكون في الخير المتعدى ، وإعلاء كلمة الحق ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ' فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ' وقوله صلى الله عليه وسلم : ' إذا نودى للصلاة أدبر الشيطان له ضراط ' . قوله صلى الله عليه وسلم : ' المؤذنون أطول الناس أعناقا ' وقوله صلى الله عليه وسلم : ' المؤذن يغفر له مدى صوته ، ويشهد له الجن والإنس ' أقول . أمر المجازاة مبني على مناسبة المعاني بالصور وعلاقة الأرواح وبالأشباح ، فوجب أن يظهر نباهة شأن المؤذن من جهة عنقه وصوته ، وتتسع رحمة الله عليه أتساع دعوته إلى الحق . قوله صلى الله عليه وسلم : ' من أذن سبع سنين محتسبا كتبت له براءة من النار وذلك لأنه مبين صحة تصديقه لا تتصور المواظبة عليه لله إلا ممن أسلم وجهه لله ، ولأنه أمكن من نفسه غاشية عظيمة من الرحمة الإلهية . قول الله في راعى غنم في رأس شظية ' انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ، ويقيم الصلاة يخاف مني ، قد غفرت له وأدخلته الجنة ' قوله : ' يخاف مني ' دليل على أن الأعمال تعتبر بدواعيها المنبعثة هي منها ، وأن الأعمال أشباح ، وتلك الدواعي أرواح لها ، فكان خوفه من الله وإخلاصه له سبب مغفرته . ولما كان الأذان من شعائر الدين جعل ليعرف به قبول القوم للهداية (ص. 405)
Öneri Formu
Hadis Id, No:
204206, DBS/404
Hadis:
' رؤيا حق ' . . ، وهذه القصة دليل واضح على أن الأحكام إنما شرعت لأجل المصالح ، وأن للاجتهاد فيها مدخلا ، وأن التيسير أصل أصيل ، وأن مخالفة أقوام تمادوا في ضلالتهم فيما يكون من شعائر الدين مطلوب ، وأن غير النبي صلى الله عليه وسلم قد يطلع بالمنام أو النفث في الروع على مراد الحق ، لكن لا يكلف الناس به ولا تنقطع الشبهة حتى يقرره النبي صلى الله عليه وسلم ، واقتضت الحكمة الإلهية إلا يكون الأذان صرف إعلام وتنبيه ، بل يضم مع ذلك من شعائر الدين بحيث يكون النداء به على رءوس الخامل والنبيه تنويها بالدين ، ويكون قبوله من القوم آية انقيادهم لدين الله ، فوجب أن يكون مركبا من ذكر الله ومن الشهادتين والدعوة إلى الصلاة ليكون مصرحا بما أريد به . وللأذان طرق : أصحها طريقه بلال رضي الله عنه ، فكان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين مرتين والإقامة مرة مرة غير أنه كان يقول : قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة . ثم طريقة أبي مجذوره علمه النبي صلى الله عليه وسلم الأذان تسع عشره كلمة والإقامة سبع عشر كلمة ، وعندي أنها كأحرف القرآن ، كلها شاف كاف . قوله صلى الله عليه وسلم : ' فإن كان صلاة الصبح قلت : الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم . أقول لما كان الوقت وقت نوم وغفلة ، وكانت الحاجة إلى التنبيه القوي شديدة استحب زيادة هذا اللفظة . قوله صلى الله عليه وسلم : ' من أذن فهو يقيم ' أقول : سره أنه لما شرع في الأذان وجب على إخوانه ألا يزاحموه فيما أراد من المنافع المباحة (ص. 404)
بمنزلة قوله صلى الله عليه وسلم : ' لا يخطب الرجل على خطبة أخيه ' . وفضائل الأذان ترجع إلى أنه من شعائر الإسلام ، وبه تصير الدار دار الإسلام ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إن سمع الأذن أمسك ، وإلا أغار ، وأنه شعبة من شعب النبوة لأنه حث على أعظم الأركان وأم القربات ، ولا يرضى الله ولا يغضب الشيطان مثل ما يكون في الخير المتعدى ، وإعلاء كلمة الحق ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ' فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ' وقوله صلى الله عليه وسلم : ' إذا نودى للصلاة أدبر الشيطان له ضراط ' . قوله صلى الله عليه وسلم : ' المؤذنون أطول الناس أعناقا ' وقوله صلى الله عليه وسلم : ' المؤذن يغفر له مدى صوته ، ويشهد له الجن والإنس ' أقول . أمر المجازاة مبني على مناسبة المعاني بالصور وعلاقة الأرواح وبالأشباح ، فوجب أن يظهر نباهة شأن المؤذن من جهة عنقه وصوته ، وتتسع رحمة الله عليه أتساع دعوته إلى الحق . قوله صلى الله عليه وسلم : ' من أذن سبع سنين محتسبا كتبت له براءة من النار وذلك لأنه مبين صحة تصديقه لا تتصور المواظبة عليه لله إلا ممن أسلم وجهه لله ، ولأنه أمكن من نفسه غاشية عظيمة من الرحمة الإلهية . قول الله في راعى غنم في رأس شظية ' انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ، ويقيم الصلاة يخاف مني ، قد غفرت له وأدخلته الجنة ' قوله : ' يخاف مني ' دليل على أن الأعمال تعتبر بدواعيها المنبعثة هي منها ، وأن الأعمال أشباح ، وتلك الدواعي أرواح لها ، فكان خوفه من الله وإخلاصه له سبب مغفرته . ولما كان الأذان من شعائر الدين جعل ليعرف به قبول القوم للهداية (ص. 405)
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
, ,
Senetler:
()
Konular:
Şeytan, ezanı duyduğunda şeytanın kaçması