328 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : قرأت في أصل كتاب أبي أحمد : محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجي ، حدثنا مسلم بن الحجاج قال : وقد زعم العائب يعني على الشافعي ، رحمه الله أنه ترك حديث عمار بن ياسر المشهور المعروف في التيمم الذي قد ثبته أهل العلم بالحديث ، واحتجوا به ، وصار إلى أن احتج برواية إبراهيم بن أبي يحيى ، عن أبي الحويرث ، عن الأعرج ، عن ابن الصمة : « أن النبي صلى الله عليه وسلم تيمم ، فمسح وجهه وذراعيه » فشنع على الشافعي هذا التشنيع ، وهو خلو من أن تلزمه هذه الشناعة ، لأنه إنما يقال للرجل : ترك حديث فلان ، وصار إلى حديث فلان ، أن يكون الحديثان كلاهما عنده ، فيميل بالقول إلى أحدهما دون الآخر . فأما الحديث الذي زعم أنه تركه ، ليس هو عنده فيكون له تاركا ، وذلك لأن حديث عمار الذي صار أهل الحديث إلى القول به في التيمم ، هو حديث الحكم ، عن ذر ، وقتادة ، عن عزرة ، كلاهما عن ابن أبزى ، عن أبيه ، عن عمار ، وحديث الأعمش ، عن أبي وائل ، عن أبي موسى ، عن عمار ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . وليس في كتاب الشافعي ، لا المصري ، ولا البغدادي ، واحد من هذه الأحاديث . فلم استجاز العائب أن يعيبه ، وهو في هذا خلو ظاهر من العيب ، ولكن عائبه في هذا وأشباهه مجازف ، ومقدم على ما لا علم له به ، إنما قال الشافعي في كتابه : قال عمار : « تيممنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المناكب » وروي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : « الوجه والكفين » ، فكأن قوله : تيممنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المناكب ، لم يكن عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن ثبت عن عمار ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : « الوجه والكفين » ولم يثبت : « إلى المرفقين » ، فما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أولى ، وبهذا كان يفتي سعيد بن سالم . هذا لفظ قوله : في البغدادي بين ، فقد أعطى الحق من نفسه ، ولم يترك للعائب فيه قولا ، ولا لعتابه موضعا . وقد أحسن الشاعر في وصف الرجل العيابة للأقوام ، حيث يقول : رب عياب له منظر مشتمل الثوب على العيب قال الإمام أحمد رحمه الله إمام أهل الرواية ، مما ذب عن الشافعي ، رحمه الله : وقد قال الشافعي في القديم : فيما حكي عنه ، وقد روي فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يريد ، « الوجه والكفين » ، ولو أعلمه ثابتا لم أعده ، ولم أشك فيه ، ثم ساق ما حكاه .
Öneri Formu
Hadis Id, No:
197454, BMS000328
Hadis:
328 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : قرأت في أصل كتاب أبي أحمد : محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجي ، حدثنا مسلم بن الحجاج قال : وقد زعم العائب يعني على الشافعي ، رحمه الله أنه ترك حديث عمار بن ياسر المشهور المعروف في التيمم الذي قد ثبته أهل العلم بالحديث ، واحتجوا به ، وصار إلى أن احتج برواية إبراهيم بن أبي يحيى ، عن أبي الحويرث ، عن الأعرج ، عن ابن الصمة : « أن النبي صلى الله عليه وسلم تيمم ، فمسح وجهه وذراعيه » فشنع على الشافعي هذا التشنيع ، وهو خلو من أن تلزمه هذه الشناعة ، لأنه إنما يقال للرجل : ترك حديث فلان ، وصار إلى حديث فلان ، أن يكون الحديثان كلاهما عنده ، فيميل بالقول إلى أحدهما دون الآخر . فأما الحديث الذي زعم أنه تركه ، ليس هو عنده فيكون له تاركا ، وذلك لأن حديث عمار الذي صار أهل الحديث إلى القول به في التيمم ، هو حديث الحكم ، عن ذر ، وقتادة ، عن عزرة ، كلاهما عن ابن أبزى ، عن أبيه ، عن عمار ، وحديث الأعمش ، عن أبي وائل ، عن أبي موسى ، عن عمار ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . وليس في كتاب الشافعي ، لا المصري ، ولا البغدادي ، واحد من هذه الأحاديث . فلم استجاز العائب أن يعيبه ، وهو في هذا خلو ظاهر من العيب ، ولكن عائبه في هذا وأشباهه مجازف ، ومقدم على ما لا علم له به ، إنما قال الشافعي في كتابه : قال عمار : « تيممنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المناكب » وروي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : « الوجه والكفين » ، فكأن قوله : تيممنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المناكب ، لم يكن عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن ثبت عن عمار ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : « الوجه والكفين » ولم يثبت : « إلى المرفقين » ، فما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أولى ، وبهذا كان يفتي سعيد بن سالم . هذا لفظ قوله : في البغدادي بين ، فقد أعطى الحق من نفسه ، ولم يترك للعائب فيه قولا ، ولا لعتابه موضعا . وقد أحسن الشاعر في وصف الرجل العيابة للأقوام ، حيث يقول : رب عياب له منظر مشتمل الثوب على العيب قال الإمام أحمد رحمه الله إمام أهل الرواية ، مما ذب عن الشافعي ، رحمه الله : وقد قال الشافعي في القديم : فيما حكي عنه ، وقد روي فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يريد ، « الوجه والكفين » ، ولو أعلمه ثابتا لم أعده ، ولم أشك فيه ، ثم ساق ما حكاه .
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
Beyhakî, Ma'rifetü's-sünen ve'l-âsâr, Tahâret 328, 1/292
Senetler:
()
Konular: