788 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، عن أبي حامد المقرئ ، عنه ، وكذلك ذكره أبو عبد الله بن مندة الحافظ في كتاب معرفة الصحابة ، وذكر الواقدي ، عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة : أن أبا قتادة ، مات بالمدينة سنة خمس وخمسين ، وهو ابن سبعين سنة ، والذي يدل على هذا أن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن أبي قتادة ، وعمرو بن سليم الزرقي ، وعبد الله بن أبي رباح الأنصاري ، رووا عن أبي قتادة ، وإنما حملوا العلم بعد أيام علي ، فلم يثبت لهم عن أحد ممن توفي في أيام علي رضي الله عنه سماع . وروينا عن معمر ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل : أن معاوية بن أبي سفيان ، لما قدم المدينة تلقته الأنصار ، وتخلف أبو قتادة ، ثم دخل عليه بعد ، وجرى بينهما ما جرى ، ومشهور فيما بين أهل التاريخ أنه إنما قدمها حاجا قدمته الأولى في إمارته سنة أربع ، وأربعين ، وذلك بعد خلافة علي ، وفي تاريخ البخاري بإسناده ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك : أن مروان بن الحكم ، أرسل إلى أبي قتادة ، وهو على المدينة : أن اغد ، معي حتى تريني مواقف النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فانطلق مع مروان حتى قضى حاجته ، ومروان بن الحكم إنما كان على المدينة في أيام معاوية ، ثم نزع سنة ثمان وأربعين ، واستعمل عليها سعيد بن العاص ، ثم نزع سعيد سنة أربع وخمسين ، وأمر عليها مروان بن الحكم . وروينا في كتاب الجنائز ، عن ابن جريج ، وأسامة بن زيد ، عن نافع ، مولى ابن عمر في اجتماع الجنائز : « أن جنازة ، أم كلثوم بنت علي امرأة عمر بن الخطاب وابنها زيد بن عمر ، وضعا جميعا ، والإمام يومئذ سعيد بن العاص ، وفي الناس يومئذ ابن عباس ، وأبو هريرة ، وأبو قتادة ، فوضع الغلام مما يلي الإمام ، ثم سئلوا ، فقالوا : هي السنة » وقد ذكرنا أن إمارة سعيد بن العاص إنما كانت من سنة ثمان وأربعين إلى سنة أربع وخمسين ، وفي هذا الحديث الصحيح شهادة نافع بشهود أبي قتادة هذه الجنازة التي صلى عليها سعيد بن العاص في إمارته على المدينة ، وفي كل ذلك دلالة على خطأ رواية موسى بن عبد الله ، ومن تابعه في موت أبي قتادة في خلافة علي ، ويشبه أن يكون راويه غلط من قتادة بن النعمان ، أو غيره ، ممن تقدم موته إلى أبي قتادة ، فقتادة بن النعمان قديم الموت ، وهو الذي شهد بدرا منهما ، إلا أن الواقدي ذكر أنه مات في خلافة عمر ، وصلى عليه عمر ، وذكر هذا الراوي أن أبا قتادة صلى عليه علي ، والجمع بينهما متعذر ، وهذا الراوي ذكر أنه كان بدريا ، وأبو قتادة الحارث بن ربعي لم يشهد بدرا ، وأسامي من شهد بدرا من الصحابة عندنا مدونة في كتاب عروة بن الزبير ، والزهري وموسى بن عقبة ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، وغيرهم من أهل المغازي ، وقد نظرت في جميع ذلك فلم أجد في شيء من كتبهم أن أبا قتادة شهد بدرا ، فإما أن يكون مخطئا في قوله : صلى علي على أبي قتادة ، أو في قوله : وكان بدريا وكيف يجوز رد رواية أهل الثقة بمثل هذه الرواية الشاذة ؟ . ثم إن كان ذكر أبي قتادة وقع وهما في رواية عبد الحميد بن جعفر ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، لتقدم موت أبي قتادة في زعم هذا الراوي ، فالحجة قائمة بروايته عن أبي حميد الساعدي ، ولا شك في سماعه منه ، فمحمد بن عمرو بن جلجلة وافق عبد الحميد بن جعفر على روايته ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، وإثبات سماعه من أبي حميد الساعدي في بعض هذه القصة ، وهي في مسألة كيفية الجلوس في التشهد مذكورة ، وأما إدخال من أدخل بين محمد بن عمرو بن عطاء ، وبين أبي حميد الساعدي رجلا ، فإنه لا يوهنه ، لأن الذي فعل ذلك رجلان : أحدهما عطاء بن خالد ، وكان مالك بن أنس لا يحمده ، والآخر عيسى بن عبد الله ، وهو دون عبد الحميد بن جعفر في الشهرة والمعرفة ، واختلف في اسمه ، فقيل : عيسى بن عبد الله بن مالك ، وقيل : عيسى بن عبد الرحمن ، وقيل : عبد الله بن عيسى ، ثم اختلف عليه في ذلك ، فروي عن الحسن بن الحر ، عن عيسى بن عبد الله ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن عباس ، أو عياش بن سهل ، عن أبي حميد ، وروي عن عتبة بن أبي حكيم ، عن عبد الله بن عيسى ، عن العباس بن سهل الساعدي ، عن أبي حميد : ليس فيه محمد بن عمرو بن عطاء ، وروينا حديث أبي حميد ، عن فليح بن سليمان ، عن عباس بن سهل ، عن أبي حميد ، وبين فيه عبد الله بن المبارك : عن فليح ، سماع عيسى بن عباس بن سهل ، مع سماع فليح ، من عباس ، فذكر محمد بن عمرو بن عطاء ، بينهما وهم . ثم إن استدلال الشافعي في القديم إنما وقع برواية إسحاق بن عبد الله ، عن عباس بن سهل ، عن أبي حميد ، ومن سماه معه من الصحابة ، وأكدناه برواية فليح بن سليمان ، عن عباس بن سهل ، عنهم ، فالإعراض عنه ، وترك القول به ، والاشتغال بتضعيف رواية عبد الحميد بن جعفر ، بأمثال ما أشرنا إليه وأجبنا عنه ، ليس من شأن من يريد متابعة السنة ، وترك ما استحلاه من العادة ، وبالله التوفيق .
Öneri Formu
Hadis Id, No:
197915, BMS000788
Hadis:
788 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، عن أبي حامد المقرئ ، عنه ، وكذلك ذكره أبو عبد الله بن مندة الحافظ في كتاب معرفة الصحابة ، وذكر الواقدي ، عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة : أن أبا قتادة ، مات بالمدينة سنة خمس وخمسين ، وهو ابن سبعين سنة ، والذي يدل على هذا أن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن أبي قتادة ، وعمرو بن سليم الزرقي ، وعبد الله بن أبي رباح الأنصاري ، رووا عن أبي قتادة ، وإنما حملوا العلم بعد أيام علي ، فلم يثبت لهم عن أحد ممن توفي في أيام علي رضي الله عنه سماع . وروينا عن معمر ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل : أن معاوية بن أبي سفيان ، لما قدم المدينة تلقته الأنصار ، وتخلف أبو قتادة ، ثم دخل عليه بعد ، وجرى بينهما ما جرى ، ومشهور فيما بين أهل التاريخ أنه إنما قدمها حاجا قدمته الأولى في إمارته سنة أربع ، وأربعين ، وذلك بعد خلافة علي ، وفي تاريخ البخاري بإسناده ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك : أن مروان بن الحكم ، أرسل إلى أبي قتادة ، وهو على المدينة : أن اغد ، معي حتى تريني مواقف النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فانطلق مع مروان حتى قضى حاجته ، ومروان بن الحكم إنما كان على المدينة في أيام معاوية ، ثم نزع سنة ثمان وأربعين ، واستعمل عليها سعيد بن العاص ، ثم نزع سعيد سنة أربع وخمسين ، وأمر عليها مروان بن الحكم . وروينا في كتاب الجنائز ، عن ابن جريج ، وأسامة بن زيد ، عن نافع ، مولى ابن عمر في اجتماع الجنائز : « أن جنازة ، أم كلثوم بنت علي امرأة عمر بن الخطاب وابنها زيد بن عمر ، وضعا جميعا ، والإمام يومئذ سعيد بن العاص ، وفي الناس يومئذ ابن عباس ، وأبو هريرة ، وأبو قتادة ، فوضع الغلام مما يلي الإمام ، ثم سئلوا ، فقالوا : هي السنة » وقد ذكرنا أن إمارة سعيد بن العاص إنما كانت من سنة ثمان وأربعين إلى سنة أربع وخمسين ، وفي هذا الحديث الصحيح شهادة نافع بشهود أبي قتادة هذه الجنازة التي صلى عليها سعيد بن العاص في إمارته على المدينة ، وفي كل ذلك دلالة على خطأ رواية موسى بن عبد الله ، ومن تابعه في موت أبي قتادة في خلافة علي ، ويشبه أن يكون راويه غلط من قتادة بن النعمان ، أو غيره ، ممن تقدم موته إلى أبي قتادة ، فقتادة بن النعمان قديم الموت ، وهو الذي شهد بدرا منهما ، إلا أن الواقدي ذكر أنه مات في خلافة عمر ، وصلى عليه عمر ، وذكر هذا الراوي أن أبا قتادة صلى عليه علي ، والجمع بينهما متعذر ، وهذا الراوي ذكر أنه كان بدريا ، وأبو قتادة الحارث بن ربعي لم يشهد بدرا ، وأسامي من شهد بدرا من الصحابة عندنا مدونة في كتاب عروة بن الزبير ، والزهري وموسى بن عقبة ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، وغيرهم من أهل المغازي ، وقد نظرت في جميع ذلك فلم أجد في شيء من كتبهم أن أبا قتادة شهد بدرا ، فإما أن يكون مخطئا في قوله : صلى علي على أبي قتادة ، أو في قوله : وكان بدريا وكيف يجوز رد رواية أهل الثقة بمثل هذه الرواية الشاذة ؟ . ثم إن كان ذكر أبي قتادة وقع وهما في رواية عبد الحميد بن جعفر ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، لتقدم موت أبي قتادة في زعم هذا الراوي ، فالحجة قائمة بروايته عن أبي حميد الساعدي ، ولا شك في سماعه منه ، فمحمد بن عمرو بن جلجلة وافق عبد الحميد بن جعفر على روايته ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، وإثبات سماعه من أبي حميد الساعدي في بعض هذه القصة ، وهي في مسألة كيفية الجلوس في التشهد مذكورة ، وأما إدخال من أدخل بين محمد بن عمرو بن عطاء ، وبين أبي حميد الساعدي رجلا ، فإنه لا يوهنه ، لأن الذي فعل ذلك رجلان : أحدهما عطاء بن خالد ، وكان مالك بن أنس لا يحمده ، والآخر عيسى بن عبد الله ، وهو دون عبد الحميد بن جعفر في الشهرة والمعرفة ، واختلف في اسمه ، فقيل : عيسى بن عبد الله بن مالك ، وقيل : عيسى بن عبد الرحمن ، وقيل : عبد الله بن عيسى ، ثم اختلف عليه في ذلك ، فروي عن الحسن بن الحر ، عن عيسى بن عبد الله ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن عباس ، أو عياش بن سهل ، عن أبي حميد ، وروي عن عتبة بن أبي حكيم ، عن عبد الله بن عيسى ، عن العباس بن سهل الساعدي ، عن أبي حميد : ليس فيه محمد بن عمرو بن عطاء ، وروينا حديث أبي حميد ، عن فليح بن سليمان ، عن عباس بن سهل ، عن أبي حميد ، وبين فيه عبد الله بن المبارك : عن فليح ، سماع عيسى بن عباس بن سهل ، مع سماع فليح ، من عباس ، فذكر محمد بن عمرو بن عطاء ، بينهما وهم . ثم إن استدلال الشافعي في القديم إنما وقع برواية إسحاق بن عبد الله ، عن عباس بن سهل ، عن أبي حميد ، ومن سماه معه من الصحابة ، وأكدناه برواية فليح بن سليمان ، عن عباس بن سهل ، عنهم ، فالإعراض عنه ، وترك القول به ، والاشتغال بتضعيف رواية عبد الحميد بن جعفر ، بأمثال ما أشرنا إليه وأجبنا عنه ، ليس من شأن من يريد متابعة السنة ، وترك ما استحلاه من العادة ، وبالله التوفيق .
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
Beyhakî, Ma'rifetü's-sünen ve'l-âsâr, Salât 788, 1/558
Senetler:
()
Konular: