806 - وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال : حدثنا أبو العباس هو الأصم ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق قال : حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، فذكره إلا أنه قال : عن عمه إياس بن عامر الغافقي ، قال : لما نزلت : {فسبح باسم ربك العظيم} قال لنا . وهذا الحديث قد أخرجه أبو داود في كتاب السنن ، عن أبي توبة ، وموسى بن إسماعيل ، عن ابن المبارك ، عن موسى بن أيوب . قال الشافعي في سنن حرملة : حديث حذيفة غير مخالف حديث علي بن أبي طالب ، ثم أشار إلى أن حديث حذيفة في أدنى الكمال . . قال الشافعي : فيسبح ، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، يعني في حديث عقبة ، ويقال كما قال : يعني في حديث علي . قال الشافعي : وحديث سليمان بن سحيم جامع لها معا ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتعظيم الرب فيه ، والتسبيح الذي روى حذيفة ، والقول الذي روي عن علي من تعظيم الرب جل ثناؤه قال الشيخ أحمد : روى الطحاوي ، رحمنا الله وإياه ، ما روينا هاهنا ، وفي كتاب السنن من الأحاديث ، فيما يقال في الركوع والسجود ، ثم ادعى نسخها بحديث عقبة بن عامر الجهني ، فكأنه عرض بقلبه حديث سليمان بن سحيم بإسناده عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بالدعاء في السجود ، وأن ذلك كان من النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته حين كشف الستارة ، والناس صفوف خلف أبي بكر ، فقال : إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم ، أو ترى له ، ثم ذكر ما روينا في إسناد الشافعي فيتحير في الجواب عنه ، فأتى بكلام بارد ، فقال : يجوز أن تكون : {سبح اسم ربك الأعلى} أنزلت عليه بعد ذلك ، قبل وفاته ولم يعلم أن هذا القول صدر من النبي صلى الله عليه وسلم غداة يوم الإثنين ، والناس صفوف خلف أبي بكر في صلاة الصبح ، كما دل عليه حديث أنس بن مالك ، وهو اليوم الذي توفي فيه . وقد روينا في الحديث الثابت ، عن النعمان بن بشير : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : » كان يقرأ في العيدين ، ويوم الجمعة بـ : {سبح اسم ربك الأعلى} ، و {هل أتاك حديث الغاشية} وربما اجتمعا في يوم واحد فقرأ بهما « وقد روينا عن سمرة بن جندب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : » يقرأ في العيدين بـ : {سبح اسم ربك الأعلى} ، و {هل أتاك حديث الغاشية} « وفي رواية أخرى في صلاة الجمعة ، وفي هذا دلالة على أن : {سبح اسم ربك الأعلى} ، كان قد نزل قبل ذلك بزمان كثير ، وروينا البراء بن عازب في الحديث الطويل ، في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم قال : فما قدم يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة حتى قرأت {سبح اسم ربك الأعلى} في سورة من المفصل . وروينا في حديث معاذ بن جبل في قصة من خرج من صلاته حين افتتح سورة البقرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم : » أمره أن يقرأ : {سبح اسم ربك الأعلى} ، {و والشمس وضحاها} ، ونحو ذلك « وكان هذا أيضا قبل مرضه بكثير . وقد تحير صاحب هذه المقالة في خبر معاذ ، وصار أمره إلى أن حمله في مسألة الفريضة خلف التطوع ، على أن ذلك كان في وقت يصلي فيه الفريضة الواحدة في يوم واحد مرتين ، وذلك في زعمه في أول الإسلام ، فنزول : {سبح اسم ربك الأعلى} عنده إذا في تلك المسألة : في أول الإسلام ، وفي هذه المسألة : في اليوم الذي توفي فيه ، ليستقيم قوله في الموضعين ، وهذا شأن من يسوي الأخبار على مذهبه ، ويجعل مذهبه أصلا ، وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تبعا ، والله المستعان ، ومشهور فيما بين أهل التفسير ، أن سورة : {سبح اسم ربك الأعلى} ، وسورة الواقعة ، والحاقة ، اللتين فيهما {فسبح باسم ربك العظيم} ، نزلن بمكة . وهو فيما رويناه عن الحسن البصري ، وعكرمة ، وغيرهما . فكيف استجاز هذا الشيخ ادعاء نسخ ما ورد في حديث ابن عباس ؟ من قول النبي صلى الله عليه وسلم وأمره بالدعاء في السجود في مرض موته ، بما نزل من قبله بدهر طويل بالتوهم ، والله أعلم
Öneri Formu
Hadis Id, No:
197933, BMS000806
Hadis:
806 - وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال : حدثنا أبو العباس هو الأصم ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق قال : حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، فذكره إلا أنه قال : عن عمه إياس بن عامر الغافقي ، قال : لما نزلت : {فسبح باسم ربك العظيم} قال لنا . وهذا الحديث قد أخرجه أبو داود في كتاب السنن ، عن أبي توبة ، وموسى بن إسماعيل ، عن ابن المبارك ، عن موسى بن أيوب . قال الشافعي في سنن حرملة : حديث حذيفة غير مخالف حديث علي بن أبي طالب ، ثم أشار إلى أن حديث حذيفة في أدنى الكمال . . قال الشافعي : فيسبح ، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، يعني في حديث عقبة ، ويقال كما قال : يعني في حديث علي . قال الشافعي : وحديث سليمان بن سحيم جامع لها معا ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتعظيم الرب فيه ، والتسبيح الذي روى حذيفة ، والقول الذي روي عن علي من تعظيم الرب جل ثناؤه قال الشيخ أحمد : روى الطحاوي ، رحمنا الله وإياه ، ما روينا هاهنا ، وفي كتاب السنن من الأحاديث ، فيما يقال في الركوع والسجود ، ثم ادعى نسخها بحديث عقبة بن عامر الجهني ، فكأنه عرض بقلبه حديث سليمان بن سحيم بإسناده عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بالدعاء في السجود ، وأن ذلك كان من النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته حين كشف الستارة ، والناس صفوف خلف أبي بكر ، فقال : إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم ، أو ترى له ، ثم ذكر ما روينا في إسناد الشافعي فيتحير في الجواب عنه ، فأتى بكلام بارد ، فقال : يجوز أن تكون : {سبح اسم ربك الأعلى} أنزلت عليه بعد ذلك ، قبل وفاته ولم يعلم أن هذا القول صدر من النبي صلى الله عليه وسلم غداة يوم الإثنين ، والناس صفوف خلف أبي بكر في صلاة الصبح ، كما دل عليه حديث أنس بن مالك ، وهو اليوم الذي توفي فيه . وقد روينا في الحديث الثابت ، عن النعمان بن بشير : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : » كان يقرأ في العيدين ، ويوم الجمعة بـ : {سبح اسم ربك الأعلى} ، و {هل أتاك حديث الغاشية} وربما اجتمعا في يوم واحد فقرأ بهما « وقد روينا عن سمرة بن جندب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : » يقرأ في العيدين بـ : {سبح اسم ربك الأعلى} ، و {هل أتاك حديث الغاشية} « وفي رواية أخرى في صلاة الجمعة ، وفي هذا دلالة على أن : {سبح اسم ربك الأعلى} ، كان قد نزل قبل ذلك بزمان كثير ، وروينا البراء بن عازب في الحديث الطويل ، في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم قال : فما قدم يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة حتى قرأت {سبح اسم ربك الأعلى} في سورة من المفصل . وروينا في حديث معاذ بن جبل في قصة من خرج من صلاته حين افتتح سورة البقرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم : » أمره أن يقرأ : {سبح اسم ربك الأعلى} ، {و والشمس وضحاها} ، ونحو ذلك « وكان هذا أيضا قبل مرضه بكثير . وقد تحير صاحب هذه المقالة في خبر معاذ ، وصار أمره إلى أن حمله في مسألة الفريضة خلف التطوع ، على أن ذلك كان في وقت يصلي فيه الفريضة الواحدة في يوم واحد مرتين ، وذلك في زعمه في أول الإسلام ، فنزول : {سبح اسم ربك الأعلى} عنده إذا في تلك المسألة : في أول الإسلام ، وفي هذه المسألة : في اليوم الذي توفي فيه ، ليستقيم قوله في الموضعين ، وهذا شأن من يسوي الأخبار على مذهبه ، ويجعل مذهبه أصلا ، وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تبعا ، والله المستعان ، ومشهور فيما بين أهل التفسير ، أن سورة : {سبح اسم ربك الأعلى} ، وسورة الواقعة ، والحاقة ، اللتين فيهما {فسبح باسم ربك العظيم} ، نزلن بمكة . وهو فيما رويناه عن الحسن البصري ، وعكرمة ، وغيرهما . فكيف استجاز هذا الشيخ ادعاء نسخ ما ورد في حديث ابن عباس ؟ من قول النبي صلى الله عليه وسلم وأمره بالدعاء في السجود في مرض موته ، بما نزل من قبله بدهر طويل بالتوهم ، والله أعلم
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
Beyhakî, Ma'rifetü's-sünen ve'l-âsâr, Salât 806, 1/567
Senetler:
()
Konular: