وكان المسلمون يومئذ ثلاثة آلاف واستخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم ثم خندق على المدينة وجعل المسلمون يعملون مستعجلين يبادرون قدوم عدوهم عليهم وعمل رسول الله صلى الله عليه و سلم معهم بيده لينشط المسلمين ووكل بكل جانب منه قوما فكان المهاجرون يحفرون من ناحية راتج إلى ذباب وكانت الأنصار يحفرون من ذباب إلى بني عبيد وكان سائر المدينة مشبكا بالبنيان فهي كالحصن وخندقت بنو عبد الأشهل عليها مما يلي راتج
(ص. 66)
إلى خلفها حتى جاء الخندق من وراء المسجد وخندقت بنو دينار من عند جربا إلى موضع دار بن أبي الجنوب اليوم وفرغوا من حفره في ستة أيام ورفع المسلمون النساء والصبيان في الآطام وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الإثنين لثماني ليال مضين من ذي القعدة وكان يحمل لواءه لواء المهاجرين زيد بن حارثة وكان يحمل لواء الأنصار سعد بن عبادة ودس أبو سفيان بن حرب حيي بن أخطب إلى بني قريظة يسألهم أن ينقضوا العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم ويكونوا معهم عليه فامتنعوا من ذلك ثم أجابوا إليه وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال حسبنا الله ونعم الوكيل قال ونجم النفاق وفشل الناس وعظم البلاء واشتد الخوف وخيف على الذراري والنساء وكانوا كما قال الله تبارك وتعالى إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ورسول الله صلى الله عليه و سلم والمسلمون وجاه العدو لا يزولون غير أنهم يتعقبون خندقهم ويحرسونه وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعث سلمة بن أسلم في مائتي رجل وزيد بن حارثة في ثلاثمائة رجل يحرسون المدينة ويظهرون التكبير وذلك أنه كان يخاف على الذراري من بني قريظة وكان عباد بن بشر على حرس قبة رسول الله صلى الله عليه و سلم مع غيره من الأنصار يحرسونه كل ليلة فكان المشركون يتناوبون بينهم فيغدو أبو سفيان بن حرب في أصحابه يوما ويغدو خالد بن الوليد يوما ويغدو عمرو بن العاص يوما ويغدو هبيرة بن أبي وهب يوما ويغدو ضرار بن الخطاب الفهري يوما فلا يزالون يجيلون خيلهم ويتفرقون مرة ويجتمعون أخرى ويناوشون أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ويقدمون رماتهم فيرمون فرمى حبان بن العرقة سعد بن معاذ بسهم فأصاب أكحله فقال خذها وأنا بن العرقة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم عرق الله وجهك في النار ويقال الذي رماه أبو أسامة الجشمي ثم أجمع رؤساؤهم أن يغدوا يوما
(ص. 67)
غدوا جميعا ومعهم رؤساء سائر الأحزاب وطلبوا مضيقا من الخندق يقحمون منه خيلهم إلى النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه فلم يجدوا ذلك وقالوا إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تصنعها فقيل لهم إن معه رجلا فارسيا أشار عليه بذلك قالوا فمن هناك إذا فصاروا إلى مكان ضيق أغفله المسلمون فعبر عكرمة بن أبي جهل ونوفل بن عبد الله وضرار بن الخطاب وهبيرة بن أبي وهب وعمرو بن عبد ود فجعل عمرو بن عبد ود يدعو إلى البراز ويقول ... ولقد بححت من النداء ... لجمعهم هل من مبارز وهو بن تسعين سنة فقال علي بن أبي طالب أنا أبارزه يا رسول الله فأعطاه رسول الله صلى الله عليه و سلم سيفه وعممه وقال اللهم أعنه عليه ثم برز له ودنا من صاحبه وثارت بينهما غبرة وضربه علي فقتله وكبر فعلمنا أنه قد قتله وولى أصحابه هاربين وظفرت بهم خيولهم وحمل الزبير بن العوام على نوفل بن عبد الله بالسيف فضربه فشقه باثنين ثم اتعدوا أن يغدوا من الغد فباتوا يعبئون أصحابهم وفرقوا كتائبهم ونحوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم كتيبة غليظة فيها خالد بن الوليد فقاتلوهم يومهم ذلك إلى هوي من الليل ما يقدرون أن يزولوا من موضعهم ولا صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا أصحابه ظهرا ولا عصرا ولا مغربا ولا عشاء حتى كشفهم الله فرجعوا متفرقين إلى منازلهم وعسكرهم وانصرف المسلمون إلى قبة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأقام أسيد بن الحضير في الخندق في مائتين من المسلمين وكر خالد بن الوليد في خيل من المشركين يطلبون غرة من المسلمين فناوشوهم ساعة ومع المشركين وحشي فزرق الطفيل بن النعمان من بني سلمة بمزراقه فقتله وانكشفوا وصار رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى قبته فأمر بلالا فأذن وأقام الظهر
(ص. 68)
Öneri Formu
Hadis Id, No:
203654, ST2/66
Hadis:
وكان المسلمون يومئذ ثلاثة آلاف واستخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم ثم خندق على المدينة وجعل المسلمون يعملون مستعجلين يبادرون قدوم عدوهم عليهم وعمل رسول الله صلى الله عليه و سلم معهم بيده لينشط المسلمين ووكل بكل جانب منه قوما فكان المهاجرون يحفرون من ناحية راتج إلى ذباب وكانت الأنصار يحفرون من ذباب إلى بني عبيد وكان سائر المدينة مشبكا بالبنيان فهي كالحصن وخندقت بنو عبد الأشهل عليها مما يلي راتج
(ص. 66)
إلى خلفها حتى جاء الخندق من وراء المسجد وخندقت بنو دينار من عند جربا إلى موضع دار بن أبي الجنوب اليوم وفرغوا من حفره في ستة أيام ورفع المسلمون النساء والصبيان في الآطام وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الإثنين لثماني ليال مضين من ذي القعدة وكان يحمل لواءه لواء المهاجرين زيد بن حارثة وكان يحمل لواء الأنصار سعد بن عبادة ودس أبو سفيان بن حرب حيي بن أخطب إلى بني قريظة يسألهم أن ينقضوا العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم ويكونوا معهم عليه فامتنعوا من ذلك ثم أجابوا إليه وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال حسبنا الله ونعم الوكيل قال ونجم النفاق وفشل الناس وعظم البلاء واشتد الخوف وخيف على الذراري والنساء وكانوا كما قال الله تبارك وتعالى إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ورسول الله صلى الله عليه و سلم والمسلمون وجاه العدو لا يزولون غير أنهم يتعقبون خندقهم ويحرسونه وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعث سلمة بن أسلم في مائتي رجل وزيد بن حارثة في ثلاثمائة رجل يحرسون المدينة ويظهرون التكبير وذلك أنه كان يخاف على الذراري من بني قريظة وكان عباد بن بشر على حرس قبة رسول الله صلى الله عليه و سلم مع غيره من الأنصار يحرسونه كل ليلة فكان المشركون يتناوبون بينهم فيغدو أبو سفيان بن حرب في أصحابه يوما ويغدو خالد بن الوليد يوما ويغدو عمرو بن العاص يوما ويغدو هبيرة بن أبي وهب يوما ويغدو ضرار بن الخطاب الفهري يوما فلا يزالون يجيلون خيلهم ويتفرقون مرة ويجتمعون أخرى ويناوشون أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ويقدمون رماتهم فيرمون فرمى حبان بن العرقة سعد بن معاذ بسهم فأصاب أكحله فقال خذها وأنا بن العرقة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم عرق الله وجهك في النار ويقال الذي رماه أبو أسامة الجشمي ثم أجمع رؤساؤهم أن يغدوا يوما
(ص. 67)
غدوا جميعا ومعهم رؤساء سائر الأحزاب وطلبوا مضيقا من الخندق يقحمون منه خيلهم إلى النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه فلم يجدوا ذلك وقالوا إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تصنعها فقيل لهم إن معه رجلا فارسيا أشار عليه بذلك قالوا فمن هناك إذا فصاروا إلى مكان ضيق أغفله المسلمون فعبر عكرمة بن أبي جهل ونوفل بن عبد الله وضرار بن الخطاب وهبيرة بن أبي وهب وعمرو بن عبد ود فجعل عمرو بن عبد ود يدعو إلى البراز ويقول ... ولقد بححت من النداء ... لجمعهم هل من مبارز وهو بن تسعين سنة فقال علي بن أبي طالب أنا أبارزه يا رسول الله فأعطاه رسول الله صلى الله عليه و سلم سيفه وعممه وقال اللهم أعنه عليه ثم برز له ودنا من صاحبه وثارت بينهما غبرة وضربه علي فقتله وكبر فعلمنا أنه قد قتله وولى أصحابه هاربين وظفرت بهم خيولهم وحمل الزبير بن العوام على نوفل بن عبد الله بالسيف فضربه فشقه باثنين ثم اتعدوا أن يغدوا من الغد فباتوا يعبئون أصحابهم وفرقوا كتائبهم ونحوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم كتيبة غليظة فيها خالد بن الوليد فقاتلوهم يومهم ذلك إلى هوي من الليل ما يقدرون أن يزولوا من موضعهم ولا صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا أصحابه ظهرا ولا عصرا ولا مغربا ولا عشاء حتى كشفهم الله فرجعوا متفرقين إلى منازلهم وعسكرهم وانصرف المسلمون إلى قبة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأقام أسيد بن الحضير في الخندق في مائتين من المسلمين وكر خالد بن الوليد في خيل من المشركين يطلبون غرة من المسلمين فناوشوهم ساعة ومع المشركين وحشي فزرق الطفيل بن النعمان من بني سلمة بمزراقه فقتله وانكشفوا وصار رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى قبته فأمر بلالا فأذن وأقام الظهر
(ص. 68)
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
, ,
Senetler:
()
Konular:
HENDEK SAVAŞI