فخلق آدم وقد علم يعصيه ويخالف أمره ، وسبق العلم بذلك وأنه يعصى ثم يتوب ، فيتوب الله عليه تنبيهًا على وجوب جريان قضاء الله على خلقه ، وأنه إنما تحدث الأمور وتتغير الأحوال على حسب ما يخلق عليه المرء وييسر له . وذهب طائفة إلى أن الحديث إنما خرج على سبب ، وذلك : ( أن النبى عليه السلام مر برجل يضرب ابنه أو عبده فى وجهه لطخًا ويقول : قبح الله وجهك ، ووجه من أشبه وجهك فقال عليه السلام : إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه ، فإن الله خلق آدم على صورته ) فزجره النبى عن ذلك ، لأنه قد سب الأنبياء عليهم السلام والمؤمنين وخص آدم بالذكر ، لأنه هو الذى ابتدئت خلقه وجهه على الحد الذى تخلق عليها سائر ولده ، فالهاء على هذا الوجه كناية عن المضروب فى وجهه . وذهب طائفة إلى الهاء كناية عن الله تعالى وهذا أضعف الوجوه ، لأن حكم الهاء أن ترجع إلى أقرب المذكور ، إلا أن تدل دلالة على خلاف ذلك ، وعلى هذا التأويل يكون معنى الصورة معنى الصفة كما يقال : عرفنى صورة هذا الأمر أى صفته ولا صورة للأمر على الحقيقة إلا على معنى الصفة ، ويكون تقدير التأويل أن الله خلق آدم على صفته أى خلقه حيًا عالمًا سمعيًا بصيرًا متكلمًا مختارًا مريدًا ، فعرفنا بذلك إسباغ نعمه عليه وتشريفه بهذه الخصال .
Öneri Formu
Hadis Id, No:
204162, İŞ9/7
Hadis:
فخلق آدم وقد علم يعصيه ويخالف أمره ، وسبق العلم بذلك وأنه يعصى ثم يتوب ، فيتوب الله عليه تنبيهًا على وجوب جريان قضاء الله على خلقه ، وأنه إنما تحدث الأمور وتتغير الأحوال على حسب ما يخلق عليه المرء وييسر له . وذهب طائفة إلى أن الحديث إنما خرج على سبب ، وذلك : ( أن النبى عليه السلام مر برجل يضرب ابنه أو عبده فى وجهه لطخًا ويقول : قبح الله وجهك ، ووجه من أشبه وجهك فقال عليه السلام : إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه ، فإن الله خلق آدم على صورته ) فزجره النبى عن ذلك ، لأنه قد سب الأنبياء عليهم السلام والمؤمنين وخص آدم بالذكر ، لأنه هو الذى ابتدئت خلقه وجهه على الحد الذى تخلق عليها سائر ولده ، فالهاء على هذا الوجه كناية عن المضروب فى وجهه . وذهب طائفة إلى الهاء كناية عن الله تعالى وهذا أضعف الوجوه ، لأن حكم الهاء أن ترجع إلى أقرب المذكور ، إلا أن تدل دلالة على خلاف ذلك ، وعلى هذا التأويل يكون معنى الصورة معنى الصفة كما يقال : عرفنى صورة هذا الأمر أى صفته ولا صورة للأمر على الحقيقة إلا على معنى الصفة ، ويكون تقدير التأويل أن الله خلق آدم على صفته أى خلقه حيًا عالمًا سمعيًا بصيرًا متكلمًا مختارًا مريدًا ، فعرفنا بذلك إسباغ نعمه عليه وتشريفه بهذه الخصال .
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
, ,
Senetler:
()
Konular: