هو من المُسالَمَة ِ وترك الحرب ويحتمل أَن يكون دعاءً وإِخباراً إِما دعاءً لها أَن يُسالِمَها اللَّه ولا يأْمر بحربها أَو أَخبر أَن اللَّه قد سالَمَها ومنع من حربها السَّلامُ الاسْتِسْلامُ وحكي السِّلْمُ السَّلْمُ الاسْتِسْلامُ وضد الحرب أَيضاً ; قال أَنائِل إِنَّني سِلْمٌ لأَهْلِكِ فاقْبَلي سِلْمي وفي التنزيل العزيز { ورجلاً سِلْماً لرجل } ِ وقلب سَلِيمٌ أَي سالم الإِسْلامُ والاسْتِسْلامُ الانقياد الإِسْلامُ من الشريعة أَظهار الخضوع وإِظهار الشريعة والتزام ما أَتى به النبي وبذلك يُحْقَنُ الدم ويُسْتَدْفَعُ المكروه وما أَحسن ما اختصر ثعلب ذلك فقال الإِسْلامُ باللسان والإِيمان بالقلب التهذيب وأَما الإِسلام فإِن أَبا بكر محمد بن بشار قال يقال فلان مُسْلِمٌ وفيه قولان أَحدهما هو المُسْتَسْلِمُ لأَمر اللَّه والثاني هو المُخْلِصُ للَّه العبادة َ من قولهم سَلَّمَ الشيء َ لفلان أَي خلصه سَلِمَ له الشيء ُ أَي خَلَصَ له وروي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أَنه قال المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسِلمون من لسانه ويده ; قال الأَزهري فمعناه أَنه دخل في باب السَّلامَة ِ حتى يَسْلَمَ المؤمنون من بَوائقه وفي الحديث المُسْلِمُ أَخو المُسْلِمِ لا يظلمه ولا يُسْلِمُهُ قال ابن الأَثير يقال أَسْلَمَ فلانٌ فلاناً إِذا أَلقاه في الهَلَكَة ولم يَحْمِهِ من عدوِّه وهو عامٌّ في كل مَنْ أَسْلَمَ إِلى شيء لكن دخله التخصيص وغلب عليه الإِلقاء في الهَلَكَة ِ ; ومنه الحديث إِني وهبت لخالتي غلاماً فقلت لها لا تُسْلِميه حَجَّاماً ولا صائغاً ولا قَصَّاباً أَي لا تعطيه لمن يعلِّمه إِحدى هذه الصنائع ; قال ابن الأَثير إِنما كره الحَجَّامَ والقَصَّاب لأَجل النجاسة التي يباشرانها مع تعذر الاحتراز وأَما الصائغ فيما يدخل صنعته من الغش ولأَنه يصوغ الذهب والفضة وربما كان عنده آنية ٌ أَو حَلْيٌ للرجال وهو حرام ولكثرة الوعد والكذب في نجاز ما يُسْتَعْمَلُ عنده وفي الحديث ما من آدمي إِلاَّ ومعه شيطان قيل ومعك قال نعم ولكن اللَّه أَعانني عليه فأَسْلَمَ وفي رواية حتى أَسْلَمَ أَي انقاد وكَفَّ عن وَسْوَسَتي وقيل دخل في الإِسْلام فسَلِمْتُ من شره وقيل إِنما هو فأَسْلَمُ بضم الميم على أَنه فعل مستقبل أَي أَسْلَمُ أَنا منه ومن شره ويشهد للأَول الحديث الآخر كان شيطانُ آدَمَ كافراً وشيطاني مُسْلِماً وأَما قوله تعالى { قالت الأَعْرابُ آمَنَّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أَسْلَمْنا } ; قال الأَزهري فإِن هذا يحتاج الناس إِلى تَفَهُّمِهِ ليعلموا أَين يَنْفَصِلُ المؤمن من المُسْلِمِ وأَين يستويان فالإِسْلامُ إِظهار الخُضُوعِ والقَبُول لما أَتى به سيدنا رسول اللَّه وبه يُحْقَنُ الدمُ فإِن كان مع ذلك الإِظهار اعتقاد وتصديق بالقلب فذلك الإِيمان الذي هذه صفته فأَما مَنْ أَظْهَرَ قَبُولَ الشَّريعة اسْتَسْلَمَ لدفع المكروه فهو في الظاهر مُسْلِمٌ وباطنه غير مُصَدِّقٍ فذلك الذي يقول أَسلمت لأَن الإِيمان لا بُدَّ من أَن يكون صاحبه صِدِّيقاً لأَن الإِيمان التَّصْديقُ فالمؤمن مُبْطِنٌ من التصديق مثل ما يُظْهِرُ المُسْلِمُ التامّ الإِسْلامِ مُظْهِرٌ للطاعة مؤمن بها المُسْلِمُ الذي أَظهرالإِسلام تَعَوّذاً غير مؤمن في الحقيقة إِلا أَن حكمه في الظاهر حكم المُسْلِمِ قال وإِنما قلت إِن المؤمن معناه المُصَدِّقُ لأَن الإِيمان مأْخوذ من الأَمانَة لأَن اللَّه تعالى تَوَلَّى عِلْم السَّرائر وثَبات العَقْدِ وجعل ذلك أَمانة ائتمن كلَّ مُسْلِمٍ على تلك الأَمانة فمن صَدَّقَ بقلبه ما أَظهره لسانُه فقد أَدَّى الأَمانة واستوجب كريم المآب إِذا مات عليه ومن كان قلبه على خلاف ما أَظهر بلسانه فقد حمل وِزْرَ الخيانة واللَّه حسبه وإِنما قيل للمُصَدِّق مؤمن وقد آمن لأَنه دخل في حد الأَمانة التي ائتمنه اللَّه عليها وبالنية تنفصل الأَعمال الزاكية من الأَعمال البائرة أَلا ترى أَن النبي جَعَلَ الصلاة َ إِيماناً والوضوءَ إِيماناً وفي حديث ابن مسعود أَنا أَوَّلُ من أَسْلَمَ يعني من قومه كقوله تعالى عن موسى { وأَنا أَوَّلُ المؤمنين } ; يعني مؤمِني زمانِه فإِن ا بن مسعود لم يكن أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وإِن كان من السابقين وفي الحديث كان يقول إِذا دخل شهرُ رَمضانَ اللهم سَلِّمْني من رمضان وسَلِّمْ رمضانَ لي وسلمه مني قوله سَلِّمني منه أَي لا يصيبني فيه ما يحول بيني وبين صومه من مرض أَو غيره قال وقوله سَلِّمْهُ لي هو أَن لا يُغَمَّ الهلالُ في أَوله وآخره فيلتبسَ عليه الصومُ والفطرُ وقوله سَلِّمْه مني أَي بالعصمة من المعاصي فيه وفي حديث الإِفْكِ وكان عَليٌّ مُسَلَّماً في شأْنها أَي سالِماً لم يَبْدُ بشيء منها ويروى مُسَلِّماً بكسر اللام قال والفتح أَشبه لأَنه لم يقل فيها سوءاً وقوله تعالى { يَحْكُمُ بها النَّبِيُّونَ الذين أَسْلَمُوا } ; فسره ثعلب فقال كل نبي بُعِثَ بالإِسلام غير أَن الشرائع تختلف وقوله عز وجل { واجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لك } ; أَراد مُخْلِصَيْنِ لك فعدَّاه باللام إِذا كان في معناه
Öneri Formu
Hadis Id, No:
204763, LA23/2080
Hadis:
هو من المُسالَمَة ِ وترك الحرب ويحتمل أَن يكون دعاءً وإِخباراً إِما دعاءً لها أَن يُسالِمَها اللَّه ولا يأْمر بحربها أَو أَخبر أَن اللَّه قد سالَمَها ومنع من حربها السَّلامُ الاسْتِسْلامُ وحكي السِّلْمُ السَّلْمُ الاسْتِسْلامُ وضد الحرب أَيضاً ; قال أَنائِل إِنَّني سِلْمٌ لأَهْلِكِ فاقْبَلي سِلْمي وفي التنزيل العزيز { ورجلاً سِلْماً لرجل } ِ وقلب سَلِيمٌ أَي سالم الإِسْلامُ والاسْتِسْلامُ الانقياد الإِسْلامُ من الشريعة أَظهار الخضوع وإِظهار الشريعة والتزام ما أَتى به النبي وبذلك يُحْقَنُ الدم ويُسْتَدْفَعُ المكروه وما أَحسن ما اختصر ثعلب ذلك فقال الإِسْلامُ باللسان والإِيمان بالقلب التهذيب وأَما الإِسلام فإِن أَبا بكر محمد بن بشار قال يقال فلان مُسْلِمٌ وفيه قولان أَحدهما هو المُسْتَسْلِمُ لأَمر اللَّه والثاني هو المُخْلِصُ للَّه العبادة َ من قولهم سَلَّمَ الشيء َ لفلان أَي خلصه سَلِمَ له الشيء ُ أَي خَلَصَ له وروي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أَنه قال المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسِلمون من لسانه ويده ; قال الأَزهري فمعناه أَنه دخل في باب السَّلامَة ِ حتى يَسْلَمَ المؤمنون من بَوائقه وفي الحديث المُسْلِمُ أَخو المُسْلِمِ لا يظلمه ولا يُسْلِمُهُ قال ابن الأَثير يقال أَسْلَمَ فلانٌ فلاناً إِذا أَلقاه في الهَلَكَة ولم يَحْمِهِ من عدوِّه وهو عامٌّ في كل مَنْ أَسْلَمَ إِلى شيء لكن دخله التخصيص وغلب عليه الإِلقاء في الهَلَكَة ِ ; ومنه الحديث إِني وهبت لخالتي غلاماً فقلت لها لا تُسْلِميه حَجَّاماً ولا صائغاً ولا قَصَّاباً أَي لا تعطيه لمن يعلِّمه إِحدى هذه الصنائع ; قال ابن الأَثير إِنما كره الحَجَّامَ والقَصَّاب لأَجل النجاسة التي يباشرانها مع تعذر الاحتراز وأَما الصائغ فيما يدخل صنعته من الغش ولأَنه يصوغ الذهب والفضة وربما كان عنده آنية ٌ أَو حَلْيٌ للرجال وهو حرام ولكثرة الوعد والكذب في نجاز ما يُسْتَعْمَلُ عنده وفي الحديث ما من آدمي إِلاَّ ومعه شيطان قيل ومعك قال نعم ولكن اللَّه أَعانني عليه فأَسْلَمَ وفي رواية حتى أَسْلَمَ أَي انقاد وكَفَّ عن وَسْوَسَتي وقيل دخل في الإِسْلام فسَلِمْتُ من شره وقيل إِنما هو فأَسْلَمُ بضم الميم على أَنه فعل مستقبل أَي أَسْلَمُ أَنا منه ومن شره ويشهد للأَول الحديث الآخر كان شيطانُ آدَمَ كافراً وشيطاني مُسْلِماً وأَما قوله تعالى { قالت الأَعْرابُ آمَنَّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أَسْلَمْنا } ; قال الأَزهري فإِن هذا يحتاج الناس إِلى تَفَهُّمِهِ ليعلموا أَين يَنْفَصِلُ المؤمن من المُسْلِمِ وأَين يستويان فالإِسْلامُ إِظهار الخُضُوعِ والقَبُول لما أَتى به سيدنا رسول اللَّه وبه يُحْقَنُ الدمُ فإِن كان مع ذلك الإِظهار اعتقاد وتصديق بالقلب فذلك الإِيمان الذي هذه صفته فأَما مَنْ أَظْهَرَ قَبُولَ الشَّريعة اسْتَسْلَمَ لدفع المكروه فهو في الظاهر مُسْلِمٌ وباطنه غير مُصَدِّقٍ فذلك الذي يقول أَسلمت لأَن الإِيمان لا بُدَّ من أَن يكون صاحبه صِدِّيقاً لأَن الإِيمان التَّصْديقُ فالمؤمن مُبْطِنٌ من التصديق مثل ما يُظْهِرُ المُسْلِمُ التامّ الإِسْلامِ مُظْهِرٌ للطاعة مؤمن بها المُسْلِمُ الذي أَظهرالإِسلام تَعَوّذاً غير مؤمن في الحقيقة إِلا أَن حكمه في الظاهر حكم المُسْلِمِ قال وإِنما قلت إِن المؤمن معناه المُصَدِّقُ لأَن الإِيمان مأْخوذ من الأَمانَة لأَن اللَّه تعالى تَوَلَّى عِلْم السَّرائر وثَبات العَقْدِ وجعل ذلك أَمانة ائتمن كلَّ مُسْلِمٍ على تلك الأَمانة فمن صَدَّقَ بقلبه ما أَظهره لسانُه فقد أَدَّى الأَمانة واستوجب كريم المآب إِذا مات عليه ومن كان قلبه على خلاف ما أَظهر بلسانه فقد حمل وِزْرَ الخيانة واللَّه حسبه وإِنما قيل للمُصَدِّق مؤمن وقد آمن لأَنه دخل في حد الأَمانة التي ائتمنه اللَّه عليها وبالنية تنفصل الأَعمال الزاكية من الأَعمال البائرة أَلا ترى أَن النبي جَعَلَ الصلاة َ إِيماناً والوضوءَ إِيماناً وفي حديث ابن مسعود أَنا أَوَّلُ من أَسْلَمَ يعني من قومه كقوله تعالى عن موسى { وأَنا أَوَّلُ المؤمنين } ; يعني مؤمِني زمانِه فإِن ا بن مسعود لم يكن أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وإِن كان من السابقين وفي الحديث كان يقول إِذا دخل شهرُ رَمضانَ اللهم سَلِّمْني من رمضان وسَلِّمْ رمضانَ لي وسلمه مني قوله سَلِّمني منه أَي لا يصيبني فيه ما يحول بيني وبين صومه من مرض أَو غيره قال وقوله سَلِّمْهُ لي هو أَن لا يُغَمَّ الهلالُ في أَوله وآخره فيلتبسَ عليه الصومُ والفطرُ وقوله سَلِّمْه مني أَي بالعصمة من المعاصي فيه وفي حديث الإِفْكِ وكان عَليٌّ مُسَلَّماً في شأْنها أَي سالِماً لم يَبْدُ بشيء منها ويروى مُسَلِّماً بكسر اللام قال والفتح أَشبه لأَنه لم يقل فيها سوءاً وقوله تعالى { يَحْكُمُ بها النَّبِيُّونَ الذين أَسْلَمُوا } ; فسره ثعلب فقال كل نبي بُعِثَ بالإِسلام غير أَن الشرائع تختلف وقوله عز وجل { واجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لك } ; أَراد مُخْلِصَيْنِ لك فعدَّاه باللام إِذا كان في معناه
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
, ,
Senetler:
()
Konular:
Savaş, ve Barış
Toplumsal Barış, Huzur ve Güven