أقول قد يقال لا منافاة لجواز أن يكون لما أعتقها لم يظهر عتقها وإباؤه بيعها لكونها كانت معتوقة ثم أظهر عتقها بعد الهجرة والله أعلم وإرضاعها له صلى الله عليه وسلم كان أياما قلائل قبل أن تقدم حليمة وكان بلبن إبن لها يقال له مسروح وهو بضم الميم وسين مهملة ساكنة ثم راء مضمومة ثم حاء مهملة كذا في النور وفي السيرة الشامية بفتح الميم وكانت قد أرضعت قبله أبا سفيان أبن عمه صلى الله عليه وسلم الحارث
وفي كلام بعضهم كان تربا له صلى الله عليه وسلم وكان يشبهه وكان يألفه إلفا شديدا قبل النبوة فلما بعث صلى الله عليه وسلم عاداه وهجره وهجا أصحابه رضي الله تعالى عنهم فإنه كان شاعرا مجيدا وسيأتي إسلامه رضي الله تعالى عنه عند توجهه صلى الله عليه وسلم لفتح مكة وأرضعت ثويبة رضي الله تعالى عنها قبلهما عمه صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب وكان أسن منه صلى الله عليه وسلم بسنتين وقيل بأربع سنين
أقول هذا يخالف ماتقدم من أن عبدالمطلب تزوج من بني زهرة هالة وأتى منها بحمزة وأن عبدالله تزوج من بني زهرة آمنة وذلك في مجلس واحد وأن آمنة حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم عند دخول عبدالله بها وأنه دخل بها حين أملك عليها فكيف يكون حمزة أسن منه صلى الله عليه وسلم بسنتين إلا أن يقال ليس فيما تقدم تصريح بأن عبدالمطلب وعبدالله دخلا على زوجتيهما في وقت واحد
وعبارة السهيلي هالة بنت وهيب عبد بن مناف بن زهرة عم آمنة بنت وهب أم النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها عبدالمطلب وتزوج ابنه عبدالله آمنة في ساعة واحدة فولدت هالة لعبدالمطلب حمزة وولدت آمنة لعبدالله رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أرضعتهما ثويبة هذا كلامه وليس فيه كقول أسد الغابة المتقدم أن عبد المطلب تزوج هو وعبدالله في مجلس واحد تصريح بأنهما دخلا بزوجتيهما في وقت واحد لإمكان حمل التزوج على الخطبة المصرح بها فيما تقدم عن ابن المحدث أن عبدالمطلب خطب هالة في مجلس خطبة عبدالله لآمنة والله أعلم
ثم رأيت في الإستيعاب قال كان أي حمزة أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين وهذا لا يصح عندي لأن الحديث الثابت أن حمزة أرضعته ثويبة مع رسول
(ص. 139)
الله صلى الله عليه وسلم إلا أن تكون أرضعتهما في زمانين هذا لفظه وفيه ما علمت وفيه أيضا على تسليم أنها أرضعتهما في زمانين لكن بلبن إبنها مسروح كما سيأتي
ويبعد بقاء لبن إبنها مسروح أربع سنين ثم أرضعت به رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيأتي الجواب عنه
وأرضعت ثويبة رضي الله تعالى عنها بعده صلى الله عليه وسلم أبا سلمة بن عبدالأسد أي ابن عمته الذي كان زوجا لأم حبيبة بنت أبي سفيان أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها فقد أرضعت ثويبة حمزة ثم أبا سفيان ابن عمه الحرث ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أبا سلمة وهو مخالف بظاهره لقول المحب الطبري وارضعته ثويبة جارية أبي لهب وأرضعت معه حمزة بن عبدالمطلب وأبا سلمة عبدالله بن عبدالأسد بلبن إبنها مسروح هذا كلامه وفيه ما علمت
وقد يجاب بأنه ممكن بأن تكون لم تحمل على ولدها مسروح في المدة المذكورة فاستمر لبنها
وأيضا هي أرضعت بين حمزة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمه أبا سفيان الحارث كما علمت
وذكر بعضهم أن أبا سلمة أول من يدعى للحساب اليسير وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا واحدا فعن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا سررت به قال لا تصيب أحدا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول اللهم أجرني في مصيبتي واخلف على خيرا منها إلا فعل به قال الترمذي حسن غريب ويدل لكون أبي سلمة أخاه صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ما جاء عن أم حبيبة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له هل لك في أختى بنت أبي سفيان أي وهي عزة بعين مهملة ثم زاي أي وفي رواية هل لك في أختي حمنة بنت أبي سفيان والذي في مسلم انكح أختى عزة أي وفي البخاري أنكح أختي بنت أبي سفيان قال أو تحبين ذلك قالت نعم لست لك بمخلية بضم الميم وسكون الخاء وكسر اللام وبالتحتية أي لست لك بتاركة عدم أخذها وأحب من شاركني (ص. 140)
Öneri Formu
Hadis Id, No:
205207, BH2/139
Hadis:
أقول قد يقال لا منافاة لجواز أن يكون لما أعتقها لم يظهر عتقها وإباؤه بيعها لكونها كانت معتوقة ثم أظهر عتقها بعد الهجرة والله أعلم وإرضاعها له صلى الله عليه وسلم كان أياما قلائل قبل أن تقدم حليمة وكان بلبن إبن لها يقال له مسروح وهو بضم الميم وسين مهملة ساكنة ثم راء مضمومة ثم حاء مهملة كذا في النور وفي السيرة الشامية بفتح الميم وكانت قد أرضعت قبله أبا سفيان أبن عمه صلى الله عليه وسلم الحارث
وفي كلام بعضهم كان تربا له صلى الله عليه وسلم وكان يشبهه وكان يألفه إلفا شديدا قبل النبوة فلما بعث صلى الله عليه وسلم عاداه وهجره وهجا أصحابه رضي الله تعالى عنهم فإنه كان شاعرا مجيدا وسيأتي إسلامه رضي الله تعالى عنه عند توجهه صلى الله عليه وسلم لفتح مكة وأرضعت ثويبة رضي الله تعالى عنها قبلهما عمه صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب وكان أسن منه صلى الله عليه وسلم بسنتين وقيل بأربع سنين
أقول هذا يخالف ماتقدم من أن عبدالمطلب تزوج من بني زهرة هالة وأتى منها بحمزة وأن عبدالله تزوج من بني زهرة آمنة وذلك في مجلس واحد وأن آمنة حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم عند دخول عبدالله بها وأنه دخل بها حين أملك عليها فكيف يكون حمزة أسن منه صلى الله عليه وسلم بسنتين إلا أن يقال ليس فيما تقدم تصريح بأن عبدالمطلب وعبدالله دخلا على زوجتيهما في وقت واحد
وعبارة السهيلي هالة بنت وهيب عبد بن مناف بن زهرة عم آمنة بنت وهب أم النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها عبدالمطلب وتزوج ابنه عبدالله آمنة في ساعة واحدة فولدت هالة لعبدالمطلب حمزة وولدت آمنة لعبدالله رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أرضعتهما ثويبة هذا كلامه وليس فيه كقول أسد الغابة المتقدم أن عبد المطلب تزوج هو وعبدالله في مجلس واحد تصريح بأنهما دخلا بزوجتيهما في وقت واحد لإمكان حمل التزوج على الخطبة المصرح بها فيما تقدم عن ابن المحدث أن عبدالمطلب خطب هالة في مجلس خطبة عبدالله لآمنة والله أعلم
ثم رأيت في الإستيعاب قال كان أي حمزة أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين وهذا لا يصح عندي لأن الحديث الثابت أن حمزة أرضعته ثويبة مع رسول
(ص. 139)
الله صلى الله عليه وسلم إلا أن تكون أرضعتهما في زمانين هذا لفظه وفيه ما علمت وفيه أيضا على تسليم أنها أرضعتهما في زمانين لكن بلبن إبنها مسروح كما سيأتي
ويبعد بقاء لبن إبنها مسروح أربع سنين ثم أرضعت به رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيأتي الجواب عنه
وأرضعت ثويبة رضي الله تعالى عنها بعده صلى الله عليه وسلم أبا سلمة بن عبدالأسد أي ابن عمته الذي كان زوجا لأم حبيبة بنت أبي سفيان أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها فقد أرضعت ثويبة حمزة ثم أبا سفيان ابن عمه الحرث ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أبا سلمة وهو مخالف بظاهره لقول المحب الطبري وارضعته ثويبة جارية أبي لهب وأرضعت معه حمزة بن عبدالمطلب وأبا سلمة عبدالله بن عبدالأسد بلبن إبنها مسروح هذا كلامه وفيه ما علمت
وقد يجاب بأنه ممكن بأن تكون لم تحمل على ولدها مسروح في المدة المذكورة فاستمر لبنها
وأيضا هي أرضعت بين حمزة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمه أبا سفيان الحارث كما علمت
وذكر بعضهم أن أبا سلمة أول من يدعى للحساب اليسير وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا واحدا فعن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا سررت به قال لا تصيب أحدا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول اللهم أجرني في مصيبتي واخلف على خيرا منها إلا فعل به قال الترمذي حسن غريب ويدل لكون أبي سلمة أخاه صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ما جاء عن أم حبيبة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له هل لك في أختى بنت أبي سفيان أي وهي عزة بعين مهملة ثم زاي أي وفي رواية هل لك في أختي حمنة بنت أبي سفيان والذي في مسلم انكح أختى عزة أي وفي البخاري أنكح أختي بنت أبي سفيان قال أو تحبين ذلك قالت نعم لست لك بمخلية بضم الميم وسكون الخاء وكسر اللام وبالتحتية أي لست لك بتاركة عدم أخذها وأحب من شاركني (ص. 140)
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
, ,
Senetler:
()
Konular:
Hz. Peygamber, süt anneleri, süt kardeşleri
Hz. Peygamber, süt annesi, Halime