أخبرنا أبو عمرو عثمان بن عبد الله -الزاهد حقا- ابن السماك حقا بغداد ثنا يحيى بن جعفر الزبرقان ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي ثنا الوليد بن مسلم و ضمرة بن ربيعة عن حماد بن أبي حميد عن مكحول عن عياض بن سليمان و كانت له صحبة رضي الله عنه : قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خيار أمتي فيما أنبأني الملأ الأعلى قوم يضحكون جهرا في سعة رحمة ربهم عز و جل و يبكون سرا من خوف شدة عذاب ربهم عز و جل يذكرون ربهم بالغداة و العشي في البيوت الطيبة المساجد و يدعونه بألسنتهم رغبا و رهبا و يسألونه بأيدهم خفضا و رفعا و يقبلون بقلوبهم عودا و بدءا فمئونتهم على الناس خفيفة و على أنفسهم ثقيلة يدبون في الأرض حفاة على أقدامهم كدبيب النمل بلا مرح و لا بذخ يمشون بالسكينة و يتقربون بالوسيلة و يقرأون القرآن و يقربون القربان و يلبسون الخلقان عليهم من الله تعالى شهود حاضرة و عين حافظة يتوسمون العباد و يتفكرون في البلاد أرواحهم في الدنيا و قلوبهم في الآخرة ليس لهم هم إلا امامهم اعدوا الجهاز لقبورهم و الجواز لسبيلهم و الاستعداد لمقامهم ثم تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم { ذلك لمن خاف مقامي و خاف و عيد }
قال الحاكم : فمن وفق لاستعمال هذا الوصف من متصوفة زماننا فطوباه فهو المقفي لهدي من تقدمه و الصوفية طائفة من طوائف المسلمين فمنهم أخيار و منهم أشرار لا كما يتوهمه رعاع الناس و عوامهم و لو علموا محل الطبقة الأولى منهم من الإسلام و قربهم من رسول الله صلى الله عليه و سلم لأمسكوا عن كثير من الوقيعة فيهم فأما أهل الصفة على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فإن أساميهم في الأخبار المنقولة إلينا متفرقة و لو ذكرت كل حديث منها بحديثه و سياقة متنه لطال به الكتاب و لم يجيء بعض أسانيدها على شرطي في هذا الكتاب فذكرت الأسامي من تلك الأخبار على سبيل الاختصار و هم : أبو عبد الله الفارسي و أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح و أبو اليقظان عمار بن ياسر و عبد الله بن مسعود الهذلي و المقداد بن عمرو بن ثعلبة و قد كان الأسود بن عبد يغوث تبناه فقيل المقداد بن السود الكندي و خباب ابن الأرت و بلال بن رباح و صهيب بن سنان بن عتبة بن غزوان و زيد بن الخطاب أخو عمر و أبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبو مرثد كناز بن حصين العدوي و صفوان بن بيضاء و أبو عبس بن جبر و سالم مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة و مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب و عكاشة بن محصن الأسدي و مسعود بن الربيع القاري و عمير بن عوف مولى سهيل بن عمرو و عويم بن ساعدة و أبو لبابة بن عبد المنذر و سالم بن عمير بن ثابت و كان أحد البكائين من الصحابة و فيه نزلت { و أعينهم تفيض من الدمع حزنا } و أبو البشر كعب بن عمرو و خبيب بن يساف و عبد الله بن أنيس و أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري و عتبة بن مسعود الهذلي و كان عبد الله بن عمرو بن الخطاب رضي الله عنهما ممن يأوي إليهم و يبيت معهم في المسجد و كان حذيفة بن اليمان أيضا من يأوي إليهم و يبيت معهم و أبو الدرداء عويمر بن عامر و عبد الله بن زيد الجهني و الحجاج بن عمرو الأسلمي و أبو هريرة الدوسي و ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم و معاذ بن الحارث القاري و السائب بن خلاد و ثابت بن وديعة رضي الله عنهم أجمعين
قال الحاكم رضي الله عنه : علقت هذه الأسامي من أخبار كثيرة متفرقة فيها ذكر أهل الصفة و النازلين معهم المسجد فمنهم من تقدمت هجرته مثل عمار بن ياسر و سلمان و بلال و صهيب و المقداد و غيرهم و منهم من تأخرت هجرته فسكن المسجد في جملة أهل الصفة و منهم من أسلم عام الفتح ثم ورد معه و قعد في أهل الصفة إذا لم يأو بالمدينة إلى أهل و لا مال و لا يعد في المهاجرين لقوله صلى الله عليه و سلم لا هجرة بعد الفتح و لكن جهاد و نية و إن مما أرجو من فضل الله عز و جل أن كل من جرى على سنتهم في التوكل و الفقر إلى يوم القيامة أنه منهم و ممن يحشر معهم و إن كل من أحبهم و إن يرجع إلى دنيا و ثروة فمرجو له ذلك أيضا لقوله صلى الله عليه و سلم : من أحب قوما حشر معهم
Öneri Formu
Hadis Id, No:
192589, NM004340
Hadis:
أخبرنا أبو عمرو عثمان بن عبد الله -الزاهد حقا- ابن السماك حقا بغداد ثنا يحيى بن جعفر الزبرقان ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي ثنا الوليد بن مسلم و ضمرة بن ربيعة عن حماد بن أبي حميد عن مكحول عن عياض بن سليمان و كانت له صحبة رضي الله عنه : قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خيار أمتي فيما أنبأني الملأ الأعلى قوم يضحكون جهرا في سعة رحمة ربهم عز و جل و يبكون سرا من خوف شدة عذاب ربهم عز و جل يذكرون ربهم بالغداة و العشي في البيوت الطيبة المساجد و يدعونه بألسنتهم رغبا و رهبا و يسألونه بأيدهم خفضا و رفعا و يقبلون بقلوبهم عودا و بدءا فمئونتهم على الناس خفيفة و على أنفسهم ثقيلة يدبون في الأرض حفاة على أقدامهم كدبيب النمل بلا مرح و لا بذخ يمشون بالسكينة و يتقربون بالوسيلة و يقرأون القرآن و يقربون القربان و يلبسون الخلقان عليهم من الله تعالى شهود حاضرة و عين حافظة يتوسمون العباد و يتفكرون في البلاد أرواحهم في الدنيا و قلوبهم في الآخرة ليس لهم هم إلا امامهم اعدوا الجهاز لقبورهم و الجواز لسبيلهم و الاستعداد لمقامهم ثم تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم { ذلك لمن خاف مقامي و خاف و عيد }
قال الحاكم : فمن وفق لاستعمال هذا الوصف من متصوفة زماننا فطوباه فهو المقفي لهدي من تقدمه و الصوفية طائفة من طوائف المسلمين فمنهم أخيار و منهم أشرار لا كما يتوهمه رعاع الناس و عوامهم و لو علموا محل الطبقة الأولى منهم من الإسلام و قربهم من رسول الله صلى الله عليه و سلم لأمسكوا عن كثير من الوقيعة فيهم فأما أهل الصفة على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فإن أساميهم في الأخبار المنقولة إلينا متفرقة و لو ذكرت كل حديث منها بحديثه و سياقة متنه لطال به الكتاب و لم يجيء بعض أسانيدها على شرطي في هذا الكتاب فذكرت الأسامي من تلك الأخبار على سبيل الاختصار و هم : أبو عبد الله الفارسي و أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح و أبو اليقظان عمار بن ياسر و عبد الله بن مسعود الهذلي و المقداد بن عمرو بن ثعلبة و قد كان الأسود بن عبد يغوث تبناه فقيل المقداد بن السود الكندي و خباب ابن الأرت و بلال بن رباح و صهيب بن سنان بن عتبة بن غزوان و زيد بن الخطاب أخو عمر و أبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبو مرثد كناز بن حصين العدوي و صفوان بن بيضاء و أبو عبس بن جبر و سالم مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة و مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب و عكاشة بن محصن الأسدي و مسعود بن الربيع القاري و عمير بن عوف مولى سهيل بن عمرو و عويم بن ساعدة و أبو لبابة بن عبد المنذر و سالم بن عمير بن ثابت و كان أحد البكائين من الصحابة و فيه نزلت { و أعينهم تفيض من الدمع حزنا } و أبو البشر كعب بن عمرو و خبيب بن يساف و عبد الله بن أنيس و أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري و عتبة بن مسعود الهذلي و كان عبد الله بن عمرو بن الخطاب رضي الله عنهما ممن يأوي إليهم و يبيت معهم في المسجد و كان حذيفة بن اليمان أيضا من يأوي إليهم و يبيت معهم و أبو الدرداء عويمر بن عامر و عبد الله بن زيد الجهني و الحجاج بن عمرو الأسلمي و أبو هريرة الدوسي و ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم و معاذ بن الحارث القاري و السائب بن خلاد و ثابت بن وديعة رضي الله عنهم أجمعين
قال الحاكم رضي الله عنه : علقت هذه الأسامي من أخبار كثيرة متفرقة فيها ذكر أهل الصفة و النازلين معهم المسجد فمنهم من تقدمت هجرته مثل عمار بن ياسر و سلمان و بلال و صهيب و المقداد و غيرهم و منهم من تأخرت هجرته فسكن المسجد في جملة أهل الصفة و منهم من أسلم عام الفتح ثم ورد معه و قعد في أهل الصفة إذا لم يأو بالمدينة إلى أهل و لا مال و لا يعد في المهاجرين لقوله صلى الله عليه و سلم لا هجرة بعد الفتح و لكن جهاد و نية و إن مما أرجو من فضل الله عز و جل أن كل من جرى على سنتهم في التوكل و الفقر إلى يوم القيامة أنه منهم و ممن يحشر معهم و إن كل من أحبهم و إن يرجع إلى دنيا و ثروة فمرجو له ذلك أيضا لقوله صلى الله عليه و سلم : من أحب قوما حشر معهم
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
Hâkim en-Nîsâbûrî, el-Müstedrek, Hicret 4340, 5/392
Senetler:
()
Konular: