حلف الفضول وكان في دار عبدالله بن جدعان كما رواه الحميدي عن سفيان بن عيينة عن عبدالله عن محمد وعبدالرحمن ابني أبي بكر قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفا لو دعيت به في الإسلام لأجبت تحالفوا أن يردوا الفضول على أهلها وألا يعد ظالم مظلوما قالوا وكان حلف الفضول قبل المبعث بعشرين سنة في شهر ذي القعدة وكان بعد حرب الفجار بأربعة أشهر وذلك لأن الفجار كان في شعبان من هذه السنة وكان حلف الفضول أكرم حلف سمع به وأشرفه في العرب وكان أول من تكلم به ودعا إليه الزبير بن عبدالمطلب وكان سببه أن رجلا من زبيد قدم مكة ببضاعة فاشتراها منه العاص بن وائل فحبس عنه حقه فاستعدى عليه الزبيدي الأحلاف عبد الدار ومخزوما وجمحا وسهما وعدي بن كعب فأتوا أن يعينوا على العاص بن وائل وزبروه أي انتهروه فلما رأى الزبيدي الشر أوفى على أبي قبيس عند طلوع الشمس وقريش في أنديتهم حول الكعبة فنادى بأعلى صوته ... يا آل فهر لمظلوم بضاعته ... ببطن مكة نائي الدار والنفر ... ومحرم أشعث لم يقض عمرته ... يا للرجال وبين الحجر والحجر ... إن الحرام لمن أثت كرامته ... ولا حرام لثوب الفاجر الغدر
فقام في ذلك الزبير بن عبدالمطلب وقال ما لهذا متروك فاجتمعت هاشم وزهرة وتيم بن مرة في دار عبدالله بن جدعان فصنع لهم طعاما وتحالفوا في ذي القعدة في شهر حرام فتعاقدوا وتعاهدوا بالله ليكونن يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدي إليه حقه ما بل بحر صوفة وما رسى ثبير وحراء مكنهما وعلى التأسي في المعاش فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول وقالوا لقد دخل هؤلاء في فضل من الأمر ثم مشوا إلى العاص بن وائل فانتزعوا منه سلعة الزبيدي فدفعوها إليه وقال الزبير بن عبدالمطلب في ذلك ... حلفت لنعقدن حلفا عليهم ... وإن كنا جميعا أهل دار ... نسميه الفضول إذا عقدنا ... يعزبه الغريب لذي الجوار ... ويعلم من حوالي البيت أنا ... أباة الضيم نمنع كل عار ...
وقال الزبير أيضا إن الفضول تعاقدوا وتحالفوا ... ألا يقيم ببطن مكة ظالم ... أمر عليه تعاقدوا وتواثقوا ... فالجار والمعتر فيهم سالم ...
وذكر قاسم بن ثابت في غريب الحديث أن رجلا من خثعم قدم مكة حاجا أو معتمرا ومعه ابنة له يقال لها القتول من أوضأ نساء العالمين فاغتصبها منه نبيه بن الحجاج وغيبها عنه فقال الخثعمي من يعديني على هذا الرجل فقيل له عليك بحلف الفضول فوقف عند الكعبة ونادى يال حلف الفضول فإذا هم يعنقون إليه من كل جانب وقد انتضوا أسيافهم يقولون جاءك الغوث فما لك فقال إن نبيها ظلمني في بنتي وانتزعها مني قسرا فساروا معه حتى وقفوا على باب داره فخرج إليهم فقالوا له أخرج الجارية ويحك فقد علمت من نحن وما تعاقدنا عليه فقال افعل ولكن متعوني بها الليلة فقالوا لا والله ولا سخب لقحة فأخرجها إليهم وهو يقول ... راح صحبي ولم أحيي القتولا ... لم أودعهم وداعا جميلا ... إذ أجد الفضول أن يمنعوها ... قد أراني ولا أخاف الفضولا ... لا تخالي أني عشية راح الركب ... هنتم علي أن لا يزولا ...
وذكر أبياتا أخر غير هذه وقد قيل إنما سمي هذا حلف الفضول لأنه أشبه حلفا تحالفته جرهم على مثل هذا من نصر المظلوم على ظالمه وكان الداعي إليه ثلاثة من أشرافهم اسم كل واحد منهم فضل وهم الفضل بن فضالة والفضل بن وداعة والفضل بن الحارث هذا قول ابن قتيبة وقال غيره
الفضل بن شراعة والفضل بن بضاعة والفضل بن قضاعة ( 1 ) وقد أورد السهيلي هذا رحمه الله
وقال محمد بن اسحاق بن يسار وتداعت قبائل من قريش إلى حلف فاجتمعوا له في دار عبدالله بن جدعان لشرفه وسنه وكان حلفهم عنده بنو هاشم وبنو عبدالمطلب وبنو أسد بن عبد العزى وزهرة بن كلاب وتيم بن مرة فتعاهدوا وتعاقدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا كانوا معه وكانوا على من ظلمه حتى يرد عليه مظلمته فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول
قال محمد بن اسحاق فحدثني محمد بن زيد بن المهاجر قنفذ التيمي أنه سمع طلحة بن عبدالله بن عوف الزهري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعى به في الإسلام لأجبت
قال ابن اسحاق وحدثني يزيد بن عبدالله بن أسامة بن الهاد الليثي أن محمد بن ابراهيم بن الحارث التيمي حدثه أنه كان بين الحسين بن علي بن أبي طالب وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان والوليد يومئذ أمير المدنية أمره عليها عمه معاوية بن أبي سفيان منازعة في مال كان بينهما بذي المروة فكان الوليد تحامل على الحسين في حقه لسلطانه فقال له الحسين أحلف بالله لتنصفني من حقي أو لآخذن سيفي ثم لأقومن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لأدعون بحلف الفضول قال فقال عبدالله بن الزبير وهو عند الوليد حين قال له الحسين ما قال وأنا أحلف بالله لئن دعا به لآخذن سيفي ثم لأقومن معه حتى ينصف من حقه أو نموت جميعا قال وبلغت المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري فقال مثل ذلك وبلغت عبدالرحمن بن عثمان بن عبيدالله التيمي فقال مثل ذلك فلما بلغ ذلك الوليد ابن عتبة أنصف الحسين من حقه حتى رضي
Öneri Formu
Hadis Id, No:
119904, BN3
Hadis:
حلف الفضول وكان في دار عبدالله بن جدعان كما رواه الحميدي عن سفيان بن عيينة عن عبدالله عن محمد وعبدالرحمن ابني أبي بكر قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفا لو دعيت به في الإسلام لأجبت تحالفوا أن يردوا الفضول على أهلها وألا يعد ظالم مظلوما قالوا وكان حلف الفضول قبل المبعث بعشرين سنة في شهر ذي القعدة وكان بعد حرب الفجار بأربعة أشهر وذلك لأن الفجار كان في شعبان من هذه السنة وكان حلف الفضول أكرم حلف سمع به وأشرفه في العرب وكان أول من تكلم به ودعا إليه الزبير بن عبدالمطلب وكان سببه أن رجلا من زبيد قدم مكة ببضاعة فاشتراها منه العاص بن وائل فحبس عنه حقه فاستعدى عليه الزبيدي الأحلاف عبد الدار ومخزوما وجمحا وسهما وعدي بن كعب فأتوا أن يعينوا على العاص بن وائل وزبروه أي انتهروه فلما رأى الزبيدي الشر أوفى على أبي قبيس عند طلوع الشمس وقريش في أنديتهم حول الكعبة فنادى بأعلى صوته ... يا آل فهر لمظلوم بضاعته ... ببطن مكة نائي الدار والنفر ... ومحرم أشعث لم يقض عمرته ... يا للرجال وبين الحجر والحجر ... إن الحرام لمن أثت كرامته ... ولا حرام لثوب الفاجر الغدر
فقام في ذلك الزبير بن عبدالمطلب وقال ما لهذا متروك فاجتمعت هاشم وزهرة وتيم بن مرة في دار عبدالله بن جدعان فصنع لهم طعاما وتحالفوا في ذي القعدة في شهر حرام فتعاقدوا وتعاهدوا بالله ليكونن يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدي إليه حقه ما بل بحر صوفة وما رسى ثبير وحراء مكنهما وعلى التأسي في المعاش فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول وقالوا لقد دخل هؤلاء في فضل من الأمر ثم مشوا إلى العاص بن وائل فانتزعوا منه سلعة الزبيدي فدفعوها إليه وقال الزبير بن عبدالمطلب في ذلك ... حلفت لنعقدن حلفا عليهم ... وإن كنا جميعا أهل دار ... نسميه الفضول إذا عقدنا ... يعزبه الغريب لذي الجوار ... ويعلم من حوالي البيت أنا ... أباة الضيم نمنع كل عار ...
وقال الزبير أيضا إن الفضول تعاقدوا وتحالفوا ... ألا يقيم ببطن مكة ظالم ... أمر عليه تعاقدوا وتواثقوا ... فالجار والمعتر فيهم سالم ...
وذكر قاسم بن ثابت في غريب الحديث أن رجلا من خثعم قدم مكة حاجا أو معتمرا ومعه ابنة له يقال لها القتول من أوضأ نساء العالمين فاغتصبها منه نبيه بن الحجاج وغيبها عنه فقال الخثعمي من يعديني على هذا الرجل فقيل له عليك بحلف الفضول فوقف عند الكعبة ونادى يال حلف الفضول فإذا هم يعنقون إليه من كل جانب وقد انتضوا أسيافهم يقولون جاءك الغوث فما لك فقال إن نبيها ظلمني في بنتي وانتزعها مني قسرا فساروا معه حتى وقفوا على باب داره فخرج إليهم فقالوا له أخرج الجارية ويحك فقد علمت من نحن وما تعاقدنا عليه فقال افعل ولكن متعوني بها الليلة فقالوا لا والله ولا سخب لقحة فأخرجها إليهم وهو يقول ... راح صحبي ولم أحيي القتولا ... لم أودعهم وداعا جميلا ... إذ أجد الفضول أن يمنعوها ... قد أراني ولا أخاف الفضولا ... لا تخالي أني عشية راح الركب ... هنتم علي أن لا يزولا ...
وذكر أبياتا أخر غير هذه وقد قيل إنما سمي هذا حلف الفضول لأنه أشبه حلفا تحالفته جرهم على مثل هذا من نصر المظلوم على ظالمه وكان الداعي إليه ثلاثة من أشرافهم اسم كل واحد منهم فضل وهم الفضل بن فضالة والفضل بن وداعة والفضل بن الحارث هذا قول ابن قتيبة وقال غيره
الفضل بن شراعة والفضل بن بضاعة والفضل بن قضاعة ( 1 ) وقد أورد السهيلي هذا رحمه الله
وقال محمد بن اسحاق بن يسار وتداعت قبائل من قريش إلى حلف فاجتمعوا له في دار عبدالله بن جدعان لشرفه وسنه وكان حلفهم عنده بنو هاشم وبنو عبدالمطلب وبنو أسد بن عبد العزى وزهرة بن كلاب وتيم بن مرة فتعاهدوا وتعاقدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا كانوا معه وكانوا على من ظلمه حتى يرد عليه مظلمته فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول
قال محمد بن اسحاق فحدثني محمد بن زيد بن المهاجر قنفذ التيمي أنه سمع طلحة بن عبدالله بن عوف الزهري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعى به في الإسلام لأجبت
قال ابن اسحاق وحدثني يزيد بن عبدالله بن أسامة بن الهاد الليثي أن محمد بن ابراهيم بن الحارث التيمي حدثه أنه كان بين الحسين بن علي بن أبي طالب وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان والوليد يومئذ أمير المدنية أمره عليها عمه معاوية بن أبي سفيان منازعة في مال كان بينهما بذي المروة فكان الوليد تحامل على الحسين في حقه لسلطانه فقال له الحسين أحلف بالله لتنصفني من حقي أو لآخذن سيفي ثم لأقومن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لأدعون بحلف الفضول قال فقال عبدالله بن الزبير وهو عند الوليد حين قال له الحسين ما قال وأنا أحلف بالله لئن دعا به لآخذن سيفي ثم لأقومن معه حتى ينصف من حقه أو نموت جميعا قال وبلغت المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري فقال مثل ذلك وبلغت عبدالرحمن بن عثمان بن عبيدالله التيمي فقال مثل ذلك فلما بلغ ذلك الوليد ابن عتبة أنصف الحسين من حقه حتى رضي
Tercemesi:
Bir keresinde Yemenli bir tacir, mallarını Kureyş’in önde gelenlerinden biri olan As b. Vâil’e satmıştı. Ama As b. Vâil’in, ne parayı ödemeye ne de malı geri vermeye niyeti vardı. Yemenli, nüfûzlu kabileleri dolaştı. Yapılan zulmü anlattı. Fakat yardım göreceği yerde azar işitince Ebû Kubeys dağına çıkıp, As b. Vâil’in zülmünü tüm Mekkelilere yana yakıla söylediği bir şiirle haykırdı.
İşte o zaman, kalplerinde adalet duygusunu yaşatanlar, Abdullah b. Cud’ân’ın evinde toplandılar ve bu kutsal şehirde zülmü kaldıracaklarına dair anlaştılar. Aralarında o zamanlar henüz yirmi yaşlarında bulunan Hz. Muhammed de vardı. Bu anlaşmaya göre ister Mekkeli olsun isterse Mekke dışından gelsin herhangi bir kimse zulme uğramayacak, mazlumun hakkı ise mutlaka geri alınacaktı. Mekke’de daha önce iki Fadl bir de Fudayl adında üç kişi böyle bir ahidleşme yaptığı için bu harekete “Hilfu’l-fudûl” dendi.
İlk iş olarak Yemenlinin hakkı, As b. Vâil’den alındı. Artık kim haksızlığa uğrasa bu adil insanlara koşuyor ve dertlerine derman arıyorlardı. Gerçekten de, zulmün normalleştiği hatta zalimlerin desteklendiği bir zamanda böyle bir hareket o kadar değerliydi ki Hz. Peygamber yıllar sonra “Abdullah b. Cüd’ân’ın evinde bulunduğum anlaşmayı bir dünya dolusu mala değişmem. Ona İslamiyette de davet edilsem yine hemen katılırım” diyecekti.
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
, ,
Senetler:
()
Konular:
Cahiliye
Hz. Peygamber, risalet öncesi hayatı
Zulüm / Zalim, zulmetmek
119904
BN3
İbn Kesir, el-Bidaye ve'n-Nihaye, II, 291-293