Öneri Formu
Hadis Id, No:
47274, HM007643
Hadis:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
Ahmed b. Hanbel, Müsned-i Ahmed, Ebu Hureyre 7643, 3/115
Senetler:
1. Ebu Hureyre ed-Devsî (Abdurrahman b. Sahr)
2. Ebu Seleme b. Abdurrahman ez-Zuhrî (Abdullah b. Abdurrahman b. Avf b. Abduavf)
3. Ebu Bekir Muhammed b. Şihab ez-Zührî (Muhammed b. Müslim b. Ubeydullah b. Abdullah b. Şihab)
4. Ebu Urve Mamer b. Raşid el-Ezdî (Mamer b. Râşid)
5. ُEbu Bekir Abdürrezzak b. Hemmam (Abdürrezzak b. Hemmam b. Nafi)
Konular:
İtaat, Allah ve Rasûlüne itaat
Yönetim, İtaat, emir sahiplerine
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما هاجر وجاء الذين كانوا بأرض الحبشة بعث بعثين قبل الشام ، إلى كلب وبلقين، وغسان وكفار العرب الذين في مشارف الشام ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أحد البعثين أبا عبيدة بن الجراح ،
وهو أحد بني فهر ، وأمر على البعث الاخر عمرو بن العاص، فانتدب في بعث أبي عبيدة أبو بكر وعمر ، فلما كان عند خروج البعثين ، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح وعمرو بن العاص ، فقال لهما : لا تعاصيا ، فلما فصلا عن المدينة ، جاء أبو عبيدة ، فقال لعمرو بن العاص : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا أن لا نتعاصيا فإما أن تطيعني وإما أن أطيعك ، فقال عمرو بن العاص : بل أطعني ، فأطاعه أبو عبيدة ، فكان عمرو أمير البعثين كليهما ، فوجد من ذلك عمر بن الخطاب وجدا شديدا ، فكلم أبا عبيدة ، فقال : أتطيع ابن النابغة ، وتؤمره على نفسك ، وعلى أبي بكر ، وعلينا ، ما هذا الرأي ؟ فقال أبو عبيدة لعمر بن الخطاب : ابن أم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي وإليه أن لا نتعاصيا ، فخشيت إن لم أطعه أن أعصي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشكى إليه ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنا بمؤمريها عليكم إلا بعدكم ، يريد المهاجرين ، وكانت تلك الغزوة تسمى ذات السلاسل أسر فيها ناس كثير من العرب ، وسبوا.
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أسامة بن زيد ، وهو غلام شاب فانتدب في بعثه عمر بن الخطاب ، والزبير بن العوام ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يصل ذلك البعث ، فأنفذه أبو بكر الصديق ، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم بعث أبو بكر حين ولي الامر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث أمراء إلى الشام ، وأمر خالد بن سعيد على جند ، وأمر عمرو بن العاص على جند ، وأمر شرحبيل بن حسنة على جند ، وبعث خالد بن الوليد على جند قبل العراق ، ثم إن عمر كلم أبا بكر ، فلم يزل يكلمه حتى أمر يزيد بن أبي سفيان على خالد بن سعيد وجنده ، وذلك من موجدة وجدها عمر بن الخطاب على خالد بن سعيد ، حين قدم من اليمن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلقي علي بن أبي طالب خالد بن سعيد ، فقال : أغلبتم يا بني عبد مناف على أمركم ؟ فلم يحملها عليه أبو بكر ، وحملها عليه عمر ، فقال عمر : فإنك لتترك إمرته على الثعالب ، فلما استعمله أبو بكر ذكر ذلك ، فكلم أبا بكر ، فاستعمل مكانه يزيد بن أبي سفيان ، فأدركه يزيد أميرا بعد أن وصل الشام بذي المروة ، وكتب أبو بكر [ إلى ] خالد بن الوليد ، فأمره بالمسير إلى الشام بجنده ، ففعل ، فكانت الشام على أربعة أمراء حتى توفي أبو بكر.
فلما استخلف عمر نزع خالد بن الوليد ، وأمر مكانه أبا عبيدة ابن الجراح ، ثم قدم الجابية فنزع شرحبيل بن حسنة وأمر جنده أن يتفرقوا في الامراء الثلاثة ، فقال شرحبيل بن حسنة : يا أمير المؤمنين ! أعجزت أم خنت ؟ قال : لم تعجز ولم تخن ، قال : ففيم عزلتني ؟ قال : تحرجت أن أؤمرك وأنا أجد أقوى منك ، قال : فاعذرني يا أمير المؤمنين ! قال : سأفعل ، ولو علمت غير ذلك لم أفعل ، قال : فقام عمر فعذره ، ثم أمر عمرو بن العاص بالمسير إلى مصر، وبقي الشام على أميرين : أبي عبيدة بن الجراح ، ويزيد بن أبي سفيان ، ثم توفي أبو عبيدة بن الجراح ، فاستخلف خالدا ، وابن عمه عياض بن غنم ، فأقره عمر ، فقيل لعمر : كيف تقر عياض بن غنم وهو رجل جواد لا يمنع شيئا يسئله ؟ وقد نزعت خالد بن الوليد في أن كان يعطي دونك ؟ فقال عمر : إن هذه شيمة عياض في ماله حتى يخلص إلى ماله ، وإني مع ذلك لم أكن لاغير أمرا قضاه أبو عبيدة ابن الجراح.
قال : ثم توفي يزيد بن أبي سفيان فأمر مكانه معاوية ، فنعاه عمر إلى أبي سفيان ، فقال : احتسب يزيد يا أبا سفيان ! قال : يرحمه الله ، فمن أمرت مكانه ؟ قال : معاوية ، قال : وصلتك رحم.
قال : ثم توفي عياض بن غنم ، فأمر مكانه عمير بن سعد الانصاري ، فكانت الشام على معاوية وعمير ، حتى قتل عمير.
فاستخلف عثمان بن عفان فعزل عميرا ، وترك الشام لمعاوية ، ونزع المغيرة بن شعبة عن الكوفة ، وأمر مكانه سعد بن أبي وقاص ، ونزع عمرو بن العاص عن مصر ، وأمر مكانه عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، ونزع أبا موسى الاشعري ، وأمر مكانه عبد الله بن عامر بن كريز ، ثم نزع سعد بن أبي وقاص من الكوفة ، وأمر الوليد بن عقبة ، ثم شهد على الوليد فجلده ، ونزعه ، وأمر سعيد بن العاص مكانه ، ثم قال الناس ، ونشبوا في الفتنة ، فحج سعيد بن العاص ، ثم قفل من حجه ، فلقيه خيل العراق ، فرجعوه من العذيب ، وأخرج أهل مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وأقر أهل البصرة عبد الله بن عامر ابن كريز ، فكان كذلك أول الفتنة ، حتى إذا قتل عثمان رحمه الله ، بايع الناس علي بن أبي طالب ، فأرسل إلى طلحة والزبير : إن شئتما فبايعاني ، وإن شئتما بايعت أحدكما ، قالا : بل نبايعك ، ثم [ هربا ] إلى مكة ، وبمكة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بما يتكلما به ، فأعانتهما على رأيهما ، فأطاعهم ناس كثير من قريش ، فخرجوا قبل البصرة يطلبون بدم ابن عفان ، وخرج معهم عبد الرحمن بن أبي بكر ، وخرج معهم عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد ، وعبد الله بن الحارث بن هشام ، وعبد الله بن الزبير ، ومروان بن الحكم ، في أناس من قريش ، كلموا أهل البصرة ، وحدثوهم أن عثمان قتل مظلوما ، وأنهم جاءوا تائبين مما كانوا غلوا به في أمر عثمان ، فأطاعهم عامة أهل البصرة ، واعتزل الاحنف من تميم ، وخرج عبد القيس إلى علي بن أبي طالب بعامة من أطاعه ، وركبت عائشة جملا لها يقال له عسكر ، وهي في هودج قد ألبسته الدفوف - يعني جلود البقر فقالت : إنما أريد أن يحجز بين الناس مكاني ، قالت : ولم أحسب أن يكون بين الناس قتال ، ولو علمت ذلك لم أقف ذلك الموقف أبدا ، قالت : فلم يسمع الناس كلامي ، ولم يلتفتوا إلي ، وكان القتال ، فقتل يومئذ سبعون من قريش ، كلهم يأخذ بخطام جمل عائشة حتى يقتل ، ثم حملوا الهودج حتى أدخلوه منزلا من تلك المنازل ، وجرح مروان جراحا شديدة ، وقتل طلحة بن عبيدالله يومئذ ، وقتل الزبير بعد ذلك بوادي السباع ، وقفلت عائشة ومروان بمن بقي من قريش ، فقدموا المدينة ، وانطلقت عائشة فقدمت مكة ، فكان مروان والاسود بن أبي البختري على المدينة وأهلها ، يغلبان عليها ، وهاجت الحرب بين علي [ ومعاوية ]، فكانت بعوثهما تقدم المدينة ، وتقدم مكة للحج ، فأيهما سبق فهو أمير الموسم أيام الحج للناس ، ثم إنها أرسلت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم [ إلى أم سلمة ] قالت أحداهما للاخرى : تعال نكتب إلى معاوية وعلي أن يعتقا من هذه البعوث التي تروع الناس ، حتى تجتمع الامة على أحدهما ، فقالت أم حبيبة : كفيتك أخي معاوية ، وقالت أم سلمة : كفيتك عليا ، فكتبت كل واحدة منهما إلى صاحبها ، وبعثت وفدا من قريش والانصار ، فأما معاوية فأطاع أم حبيبة ، وأما علي فهم أن يطيع أم سلمة ، فنهاه الحسن بن علي عن ذلك ، فلم يزل بعوثهما وعمالهما يختلفون إلى المدينة ومكة ، حتى قتل علي رحمه الله تعالى ، ثم اجتمع الناس على معاوية ، ومروان وابن البختري يغلبان على أهل المدينة في تلك الفتنة ، وكانت مصر في سلطان علي ابن أبي طالب ، فأمر عليها قيس بن سعد بن عبادة الانصاري ، وكان حامل راية الانصار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر وغيره سعد بن عبادة ، وكان قيس من ذوي الرأى من الناس ، إلا ما غلب عليه من أمر الفتنة ، فكان معاوية وعمرو بن العاص جاهدين على إخراجه من مصر ، ويغلبان على مصر ، وكان قد امتنع منهما بالدهاء والمكيدة ، فلم يقدرا على أن يفتحا مصر ، حتى كاد معاوية قيس ابن سعد من قبل علي ، قال : فكان معاوية يحدث رجالا من ذوي الرأي من قريش ، فيقول : ما ابتدعت من مكيدة قط أعجب عندي من مكيدة كايدت بها قيس بن سعد من قبل علي وهو بالعراق حين امتنع مني قيس ، فقلت لاهل الشام : لا تسبوا قيسا ولا تدعوني إلى غزوه ، فإن قيسا لنا شيعة ، تأتينا كتبه ونصيحته ، ألا ترون ما يفعل بإخوانكم الذين عنده من أهل خربتا، يجري عليهم أعطيتهم وأرزاقهم ، ويؤمن سربهم، ويحسن إلى كل راغب قدم عليه ، فلا نستنكره في نصيحته ، قال معاوية : وطفقت أكتب بذلك إلى شيعتي من أهل العراق ، فسمع بذلك من جواسيس على الذين هدي من أهل العراق ، فلما بلغ ذلك عليا ، ونماه إليه عبد الله بن جعفر ومحمد ابن أبي بكر الصديق ، اتهم قيس بن سعد ، وكتب إليه يأمره بقتال أهل خربتا ، وأهل خربتا يومئذ عشرة آلاف ، فأبى قيس أن يقاتلهم ، وكتب إلى علي : أنهم وجوه أهل مصر وأشرافهم ، وذوي الحفاظ منهم ، وقد رضوا مني بأن أؤمن سربهم ، وأجري عليهم أعطياتهم ، وأرزاقهم ، وقد علمت أن هواهم مع معاوية ، فلست مكايدهم بأمر أهون علي وعليك من أن نفعل ذلك بهم اليوم ، ولو دعوتهم إلى قتالي كانوا قرناهم أسودان لعرب، وفيهم بسر بن أرطاة ، ومسلمة بن مخلد ، ومعاوية بن خديج الخولاني ، فذرني ورأيي فيهم ، وأنا أعلم بما أداري منهم ، فأبى عليه علي إلا قتالهم ، فأبى قيس أن يقاتلهم ، وكتب قيس إلى علي : إن كنت تتهمني فاعتزلني عن عملك وأرسل إليه غيري ، فأرسل الاشتر أميرا على مصر ، حتى إذا بلغ القلزم شرب بالقلزم شربة من عسل ، فكان فيها حتفه ، فبلغ ذلك معاوية وعمرو بن العاص ، فقال عمرو بن العاص : إن لله جنودا من عسل ، فلما بلغت عليا وفاة الاشتر ، بعث محمد بن أبي بكر أميرا على مصر ، فلما حدث به قيس بن سعد قادما أميرا عليه ، تلقاه ، فخلا به ، وناجاه ، وقال : إنك قد جئت من عند امرئ لا رأي له في الحرب ، وإنه ليس عزلكم إياي بمانعي أن أنصح لكم ، وإني من أمركم على بصيرة ، وإني أدلك على الذي كنت أكايد به معاوية وعمرو بن العاص وأهل خربتا ، فكايدهم به ، فإنك إن كايدتهم بغيره تهلك ، فوصف له قيس المكايدة التي كايدهم بها ، فاغتشه محمد بن أبي بكر ، وخالفه في كل شئ أمره به ، فلما قدم محمد بن أبي بكر مصر ، خرج قيس قبل المدينة ، فأخافه مروان والاسود بن أبي البختري ، حتى إذا خاف أن يؤخذ ويقتل ، ركب راحلته فظهر إلى علي ، فكتب معاوية إلى مروان والاسود بن أبي البختري يتغيظ عليهما ، ويقول : أمددتما عليا بقيس بن سعد ، وبرأيه ومكايدته ، فوالله لو أمددتماه بثمانية آلاف مقاتل ما كان ذلك بأغيظ لى من إخراجكما قيس بن سعد إلى علي ، فقدم قيس بن سعد إلى علي ، فلما بانه الحديث وجاءهم قتل محمد بن أبي بكر ، عرف علي أن قيس بن سعد كان يداري منهم أمورا عظاما من المكايدة التي قصر عنها رأي علي ورأي من كان يوأزره على عزل قيس ، فأطاع علي قيسا في الامر كله ، وجعله على مقدمة أهل العراق ، ومن كان بأذربيجان ، وأرضها ، وعلى شرطة الخمسين الذين انتدبوا للموت ، وبايع أربعون ألفا كانوا بايعوا عليا على الموت ، فلم يزل قيس بن سعد يسد... ذلك الثغر حتى قتل علي.
واستخلف أهل العراق الحسن بن علي على الخلافة ، وكان الحسن لا يريد القتال ، ولكنه كان يريد أن يأخذ لنفسه ما استطاع من معاوية ، ثم يدخل في الجماعة ويبايع ، فعرف الحسن أن قيس بن سعد لا يوافقه على ذلك فنزعه ، وأمر مكانه عبيد الله بن العباس ، فلما عرف عبيدالله بن العباس الذي يريد الحسن أن يأخذ لنفسه ، كتب عبيد الله إلى معاوية يسأله الامان ، ويشترط لنفسه على الاموال التي أصاب ، فشرط ذلك معاوية [ له ] وبعث إليه ابن عامر في خيل عظيمة ، فخرج إليهم عبيدالله ليلا ، حتى لحق بهم ، وترك جنده الذين هم عليهم لا أمير لهم ، ومعهم قيس بن سعد ، فأمرت شرطة الخمسين قيس بن سعد ، وتعاهدوا وتعاقدوا على قتال معاوية وعمرو بن العاص ، حتى يشترط لشيعة علي ولمن كان اتبعه على أموالهم ودمائهم وما أصابوا من الفتنة ، فخلص معاوية حين فرع من عبيدالله والحسن ، إلى مكايدة رجل هو أهم الناس عنده مكيدة ، وعنده أربعون ألفا ، فنزل بهم معاوية وعمرو [ و ] أهل الشام أربعين ليلة ، يرسل معاوية إلى قيس ، ويذكره الله ، ويقول : على طاعة من تقاتلني ؟ ويقول : قد بايعني الذي تقاتل على طاعته ، فأبي قيس أن يقر له ، حتى أرسل معاوية بسجل قد ختم له في أسفله ، فقال : أكتب في هذا السجل ، فما كتبت فهو لك ، فقال عمرو لمعاوية : لا تعطه هذا وقاتله ، فقال معاوية - وكان خير الرجلين - : على رسلك ، يا أبا عبد الله ، فإنا لن نخلص إلى قتل هؤلاء حتى يُقتل عددهم من أهل الشام ، فما خير الحياة بعد ذلك ؟ وإني والله لا أقاتله حتى [ لا ] أجد من ذلك بدا، فلما بعث إليه معاوية بذلك السجل ، اشترط قيس بن سعد لنفسه ، ولشيعة علي الامان على ما أصابوا من الدماء ، والاموال ، ولم يسأل معاوية في ذلك مالا ، فأعطاه معاوية ما اشترط عليه ، ودخل قيس ومن معه في الجماعة ، وكان يعد في العرب حتى ثارت الفتنة الاولى خمسة ، يقال لهم ذوو رأي العرب ومكيدتهم ، يُعَدّ من قريش معاوية ، وعمرو ، ويعد من الانصار قيس بن سعد ، ويعد من المهاجرين عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، ويعد من ثقيف المغيرة بن شعبة ، فكان مع علي منهم رجلان : قيس بن سعد وعبد الله بن بديل ، وكان المغيرة معتزلا بالطائف وأرضها ، فلما حكم الحكمان فاجتمعا بأذرح وافاهما المغيرة بن شعبة ، وأرسل الحكمان إلى عبد الله بن عمر ، وإلى عبد الله بن الزبير ، ووافى رجالا كثيرا من قريش ، ووافى معاوية بأهل الشام ، ووافى أبو موسى الاشعري وعمرو بن العاص ، وهما الحكمان ، وأبي علي وأهل العراق أن يوافوا ، فقال المغيرة بن شعبة لرجال من ذوي رأي أهل قريش : هل ترون أحدا يقدر على أن يستطيع أن يعلم أيجتمع هذان الحكمان أم لا ؟ فقالواله : لا نرى أن أحدا يعلم ذلك ، قال : فوالله إني لاظنني سأعلمه منهما حين أخلو بهما فأراجعهما ، فدخل على عمرو ابن العاص فبدأ به ، فقال : يا أبا عبد الله أخبرني عما أسالك عنه ، كيف ترانا معشر المعتزلة؟ فإنا قد شككنا في هذا الامر الذي قد تبين لكم في هذا القتال ، ورأينا نستأني ونتثبت ، حتى تجتمع الامة على رجل ، فندخل في صالح ما دخلت فيه الامة ، فقال عمرو : أراكم معشر المعتزلة خلف الابرار ، ومعشر الفجار.
فانصرف المغيرة ، ولم يسأله عن غير ذلك ، حتى دخل على أبي موسى الاشعري ، فخلا به ، فقال له نحوا مما قال لعمرو ، فقال أبو موسى : أراكم أثبت الناس رأيا ، وأرى فيكم بقية المسلمين ، فانصرف فلم يسأله عن غير ذلك ، قال : فلقي أصحابه الذين قال لهم ما قال من ذوي رأي قريش ، قال : أقسم لكم ، لا يجتمع هذان على رجل واحد ، وليدعون كل واحد منهما إلى رأيه.
فلما اجتمع الحكمان وتكلما خاليين ، فقال عمرو : يا أبا موسى ! أرأيت أول ما نقضي به في الحق علينا أن نقضي لاهل الوفاء بالوفاء ، ولاهل الغدر بالغدر ، فقال أبو موسى : وماذاك ؟ قال : ألست تعلم أن معاوية وأهل الشام قد وافوا للموعد الذي وعدناهم إياه ، فقال :فاكتبها ، فكتبها أبو موسى ، فقال عمرو : قد أخلصت أنا وأنت أن نسمي رجلا يلي أمر هذه الامة فسم يا أبا موسى ، فإني أقدر على أن أبايعك على أن تبايعني ، فقال أبو موسى : أُسمي عبد الله بن عمر بن الخطاب - وكان عبد الله بن عمر فيمن اعتزل - فقال عمرو : فأنا أسمي لك معاوية بن أبي سفيان ، فلم يبرحا من مجلسهما ذلك حتى اختلفا واستبا ، ثم خرجا إلى الناس ، ثم قال أبو موسى : يا أيها الناس ! إني قد وجدت مثل عمرو بن العاص مثل الذي قال الله تبارك وتعالى * (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها) * حتى بلغ (لعلهم يتفكرون) . وقال عمرو بن العاص : يا أيها الناس ! إني وجدت مثل أبي موسى مثل الذي قال الله تبارك وتعالى : * (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا) * حتى بلغ(الظالمين) . ثم كتب كل واحد منهما بالمثل الذي ضرب لصاحبه إلى الامصار.
قال الزهري عن سالم عن ابن عمر ، قال معمر : وأخبرني ابن طاووس عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر قال : فقام معاوية عشية ، فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال : أما بعد ، فمن كان متكلما في هذا الامر فليطلع لي قرنه ، فوالله لا يطلع فيه أحد إلا كنت أحق به منه ومن أبيه ، قال : يعرض بعبد الله بن عمر ، قال عبد الله بن عمر : فأطلقت حَبْوتي ، فأردت أن أقوم إليه ، فأقول : يتكلم فيه رجال قاتلوك وأباك على الاسلام ، ثم خشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع ، وتسفك فيه الدماء ، وأحمل فيه على غير رأي ، فكان ما وعد الله تبارك وتعالى في الجنان أحب إلي من ذلك ، قال : فلما انطلقت إلى منزلي أتاني حبيب بن مسلمة ، فقال : ما الذي منعك أن تتكلم حين سمعت الرجل أن يتكلم ؟ فقلت له : لقد أردت ذلك ، ثم خشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع ، وتسفك فيها الدماء ، وأحمل فيها على غير رأي ، فكان ما وعد الله تبارك وتعالى في الجنان أحب إلي من ذلك كله ، فقال حبيب بن مسلمة لعبد الله بن عمر : فداك أبي وأمي ، فإنك عصمت ، وحفظت مما حفت عرته.
Öneri Formu
Hadis Id, No:
81202, MA009770
Hadis:
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما هاجر وجاء الذين كانوا بأرض الحبشة بعث بعثين قبل الشام ، إلى كلب وبلقين، وغسان وكفار العرب الذين في مشارف الشام ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أحد البعثين أبا عبيدة بن الجراح ،
وهو أحد بني فهر ، وأمر على البعث الاخر عمرو بن العاص، فانتدب في بعث أبي عبيدة أبو بكر وعمر ، فلما كان عند خروج البعثين ، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح وعمرو بن العاص ، فقال لهما : لا تعاصيا ، فلما فصلا عن المدينة ، جاء أبو عبيدة ، فقال لعمرو بن العاص : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا أن لا نتعاصيا فإما أن تطيعني وإما أن أطيعك ، فقال عمرو بن العاص : بل أطعني ، فأطاعه أبو عبيدة ، فكان عمرو أمير البعثين كليهما ، فوجد من ذلك عمر بن الخطاب وجدا شديدا ، فكلم أبا عبيدة ، فقال : أتطيع ابن النابغة ، وتؤمره على نفسك ، وعلى أبي بكر ، وعلينا ، ما هذا الرأي ؟ فقال أبو عبيدة لعمر بن الخطاب : ابن أم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي وإليه أن لا نتعاصيا ، فخشيت إن لم أطعه أن أعصي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشكى إليه ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنا بمؤمريها عليكم إلا بعدكم ، يريد المهاجرين ، وكانت تلك الغزوة تسمى ذات السلاسل أسر فيها ناس كثير من العرب ، وسبوا.
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أسامة بن زيد ، وهو غلام شاب فانتدب في بعثه عمر بن الخطاب ، والزبير بن العوام ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يصل ذلك البعث ، فأنفذه أبو بكر الصديق ، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم بعث أبو بكر حين ولي الامر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث أمراء إلى الشام ، وأمر خالد بن سعيد على جند ، وأمر عمرو بن العاص على جند ، وأمر شرحبيل بن حسنة على جند ، وبعث خالد بن الوليد على جند قبل العراق ، ثم إن عمر كلم أبا بكر ، فلم يزل يكلمه حتى أمر يزيد بن أبي سفيان على خالد بن سعيد وجنده ، وذلك من موجدة وجدها عمر بن الخطاب على خالد بن سعيد ، حين قدم من اليمن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلقي علي بن أبي طالب خالد بن سعيد ، فقال : أغلبتم يا بني عبد مناف على أمركم ؟ فلم يحملها عليه أبو بكر ، وحملها عليه عمر ، فقال عمر : فإنك لتترك إمرته على الثعالب ، فلما استعمله أبو بكر ذكر ذلك ، فكلم أبا بكر ، فاستعمل مكانه يزيد بن أبي سفيان ، فأدركه يزيد أميرا بعد أن وصل الشام بذي المروة ، وكتب أبو بكر [ إلى ] خالد بن الوليد ، فأمره بالمسير إلى الشام بجنده ، ففعل ، فكانت الشام على أربعة أمراء حتى توفي أبو بكر.
فلما استخلف عمر نزع خالد بن الوليد ، وأمر مكانه أبا عبيدة ابن الجراح ، ثم قدم الجابية فنزع شرحبيل بن حسنة وأمر جنده أن يتفرقوا في الامراء الثلاثة ، فقال شرحبيل بن حسنة : يا أمير المؤمنين ! أعجزت أم خنت ؟ قال : لم تعجز ولم تخن ، قال : ففيم عزلتني ؟ قال : تحرجت أن أؤمرك وأنا أجد أقوى منك ، قال : فاعذرني يا أمير المؤمنين ! قال : سأفعل ، ولو علمت غير ذلك لم أفعل ، قال : فقام عمر فعذره ، ثم أمر عمرو بن العاص بالمسير إلى مصر، وبقي الشام على أميرين : أبي عبيدة بن الجراح ، ويزيد بن أبي سفيان ، ثم توفي أبو عبيدة بن الجراح ، فاستخلف خالدا ، وابن عمه عياض بن غنم ، فأقره عمر ، فقيل لعمر : كيف تقر عياض بن غنم وهو رجل جواد لا يمنع شيئا يسئله ؟ وقد نزعت خالد بن الوليد في أن كان يعطي دونك ؟ فقال عمر : إن هذه شيمة عياض في ماله حتى يخلص إلى ماله ، وإني مع ذلك لم أكن لاغير أمرا قضاه أبو عبيدة ابن الجراح.
قال : ثم توفي يزيد بن أبي سفيان فأمر مكانه معاوية ، فنعاه عمر إلى أبي سفيان ، فقال : احتسب يزيد يا أبا سفيان ! قال : يرحمه الله ، فمن أمرت مكانه ؟ قال : معاوية ، قال : وصلتك رحم.
قال : ثم توفي عياض بن غنم ، فأمر مكانه عمير بن سعد الانصاري ، فكانت الشام على معاوية وعمير ، حتى قتل عمير.
فاستخلف عثمان بن عفان فعزل عميرا ، وترك الشام لمعاوية ، ونزع المغيرة بن شعبة عن الكوفة ، وأمر مكانه سعد بن أبي وقاص ، ونزع عمرو بن العاص عن مصر ، وأمر مكانه عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، ونزع أبا موسى الاشعري ، وأمر مكانه عبد الله بن عامر بن كريز ، ثم نزع سعد بن أبي وقاص من الكوفة ، وأمر الوليد بن عقبة ، ثم شهد على الوليد فجلده ، ونزعه ، وأمر سعيد بن العاص مكانه ، ثم قال الناس ، ونشبوا في الفتنة ، فحج سعيد بن العاص ، ثم قفل من حجه ، فلقيه خيل العراق ، فرجعوه من العذيب ، وأخرج أهل مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وأقر أهل البصرة عبد الله بن عامر ابن كريز ، فكان كذلك أول الفتنة ، حتى إذا قتل عثمان رحمه الله ، بايع الناس علي بن أبي طالب ، فأرسل إلى طلحة والزبير : إن شئتما فبايعاني ، وإن شئتما بايعت أحدكما ، قالا : بل نبايعك ، ثم [ هربا ] إلى مكة ، وبمكة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بما يتكلما به ، فأعانتهما على رأيهما ، فأطاعهم ناس كثير من قريش ، فخرجوا قبل البصرة يطلبون بدم ابن عفان ، وخرج معهم عبد الرحمن بن أبي بكر ، وخرج معهم عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد ، وعبد الله بن الحارث بن هشام ، وعبد الله بن الزبير ، ومروان بن الحكم ، في أناس من قريش ، كلموا أهل البصرة ، وحدثوهم أن عثمان قتل مظلوما ، وأنهم جاءوا تائبين مما كانوا غلوا به في أمر عثمان ، فأطاعهم عامة أهل البصرة ، واعتزل الاحنف من تميم ، وخرج عبد القيس إلى علي بن أبي طالب بعامة من أطاعه ، وركبت عائشة جملا لها يقال له عسكر ، وهي في هودج قد ألبسته الدفوف - يعني جلود البقر فقالت : إنما أريد أن يحجز بين الناس مكاني ، قالت : ولم أحسب أن يكون بين الناس قتال ، ولو علمت ذلك لم أقف ذلك الموقف أبدا ، قالت : فلم يسمع الناس كلامي ، ولم يلتفتوا إلي ، وكان القتال ، فقتل يومئذ سبعون من قريش ، كلهم يأخذ بخطام جمل عائشة حتى يقتل ، ثم حملوا الهودج حتى أدخلوه منزلا من تلك المنازل ، وجرح مروان جراحا شديدة ، وقتل طلحة بن عبيدالله يومئذ ، وقتل الزبير بعد ذلك بوادي السباع ، وقفلت عائشة ومروان بمن بقي من قريش ، فقدموا المدينة ، وانطلقت عائشة فقدمت مكة ، فكان مروان والاسود بن أبي البختري على المدينة وأهلها ، يغلبان عليها ، وهاجت الحرب بين علي [ ومعاوية ]، فكانت بعوثهما تقدم المدينة ، وتقدم مكة للحج ، فأيهما سبق فهو أمير الموسم أيام الحج للناس ، ثم إنها أرسلت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم [ إلى أم سلمة ] قالت أحداهما للاخرى : تعال نكتب إلى معاوية وعلي أن يعتقا من هذه البعوث التي تروع الناس ، حتى تجتمع الامة على أحدهما ، فقالت أم حبيبة : كفيتك أخي معاوية ، وقالت أم سلمة : كفيتك عليا ، فكتبت كل واحدة منهما إلى صاحبها ، وبعثت وفدا من قريش والانصار ، فأما معاوية فأطاع أم حبيبة ، وأما علي فهم أن يطيع أم سلمة ، فنهاه الحسن بن علي عن ذلك ، فلم يزل بعوثهما وعمالهما يختلفون إلى المدينة ومكة ، حتى قتل علي رحمه الله تعالى ، ثم اجتمع الناس على معاوية ، ومروان وابن البختري يغلبان على أهل المدينة في تلك الفتنة ، وكانت مصر في سلطان علي ابن أبي طالب ، فأمر عليها قيس بن سعد بن عبادة الانصاري ، وكان حامل راية الانصار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر وغيره سعد بن عبادة ، وكان قيس من ذوي الرأى من الناس ، إلا ما غلب عليه من أمر الفتنة ، فكان معاوية وعمرو بن العاص جاهدين على إخراجه من مصر ، ويغلبان على مصر ، وكان قد امتنع منهما بالدهاء والمكيدة ، فلم يقدرا على أن يفتحا مصر ، حتى كاد معاوية قيس ابن سعد من قبل علي ، قال : فكان معاوية يحدث رجالا من ذوي الرأي من قريش ، فيقول : ما ابتدعت من مكيدة قط أعجب عندي من مكيدة كايدت بها قيس بن سعد من قبل علي وهو بالعراق حين امتنع مني قيس ، فقلت لاهل الشام : لا تسبوا قيسا ولا تدعوني إلى غزوه ، فإن قيسا لنا شيعة ، تأتينا كتبه ونصيحته ، ألا ترون ما يفعل بإخوانكم الذين عنده من أهل خربتا، يجري عليهم أعطيتهم وأرزاقهم ، ويؤمن سربهم، ويحسن إلى كل راغب قدم عليه ، فلا نستنكره في نصيحته ، قال معاوية : وطفقت أكتب بذلك إلى شيعتي من أهل العراق ، فسمع بذلك من جواسيس على الذين هدي من أهل العراق ، فلما بلغ ذلك عليا ، ونماه إليه عبد الله بن جعفر ومحمد ابن أبي بكر الصديق ، اتهم قيس بن سعد ، وكتب إليه يأمره بقتال أهل خربتا ، وأهل خربتا يومئذ عشرة آلاف ، فأبى قيس أن يقاتلهم ، وكتب إلى علي : أنهم وجوه أهل مصر وأشرافهم ، وذوي الحفاظ منهم ، وقد رضوا مني بأن أؤمن سربهم ، وأجري عليهم أعطياتهم ، وأرزاقهم ، وقد علمت أن هواهم مع معاوية ، فلست مكايدهم بأمر أهون علي وعليك من أن نفعل ذلك بهم اليوم ، ولو دعوتهم إلى قتالي كانوا قرناهم أسودان لعرب، وفيهم بسر بن أرطاة ، ومسلمة بن مخلد ، ومعاوية بن خديج الخولاني ، فذرني ورأيي فيهم ، وأنا أعلم بما أداري منهم ، فأبى عليه علي إلا قتالهم ، فأبى قيس أن يقاتلهم ، وكتب قيس إلى علي : إن كنت تتهمني فاعتزلني عن عملك وأرسل إليه غيري ، فأرسل الاشتر أميرا على مصر ، حتى إذا بلغ القلزم شرب بالقلزم شربة من عسل ، فكان فيها حتفه ، فبلغ ذلك معاوية وعمرو بن العاص ، فقال عمرو بن العاص : إن لله جنودا من عسل ، فلما بلغت عليا وفاة الاشتر ، بعث محمد بن أبي بكر أميرا على مصر ، فلما حدث به قيس بن سعد قادما أميرا عليه ، تلقاه ، فخلا به ، وناجاه ، وقال : إنك قد جئت من عند امرئ لا رأي له في الحرب ، وإنه ليس عزلكم إياي بمانعي أن أنصح لكم ، وإني من أمركم على بصيرة ، وإني أدلك على الذي كنت أكايد به معاوية وعمرو بن العاص وأهل خربتا ، فكايدهم به ، فإنك إن كايدتهم بغيره تهلك ، فوصف له قيس المكايدة التي كايدهم بها ، فاغتشه محمد بن أبي بكر ، وخالفه في كل شئ أمره به ، فلما قدم محمد بن أبي بكر مصر ، خرج قيس قبل المدينة ، فأخافه مروان والاسود بن أبي البختري ، حتى إذا خاف أن يؤخذ ويقتل ، ركب راحلته فظهر إلى علي ، فكتب معاوية إلى مروان والاسود بن أبي البختري يتغيظ عليهما ، ويقول : أمددتما عليا بقيس بن سعد ، وبرأيه ومكايدته ، فوالله لو أمددتماه بثمانية آلاف مقاتل ما كان ذلك بأغيظ لى من إخراجكما قيس بن سعد إلى علي ، فقدم قيس بن سعد إلى علي ، فلما بانه الحديث وجاءهم قتل محمد بن أبي بكر ، عرف علي أن قيس بن سعد كان يداري منهم أمورا عظاما من المكايدة التي قصر عنها رأي علي ورأي من كان يوأزره على عزل قيس ، فأطاع علي قيسا في الامر كله ، وجعله على مقدمة أهل العراق ، ومن كان بأذربيجان ، وأرضها ، وعلى شرطة الخمسين الذين انتدبوا للموت ، وبايع أربعون ألفا كانوا بايعوا عليا على الموت ، فلم يزل قيس بن سعد يسد... ذلك الثغر حتى قتل علي.
واستخلف أهل العراق الحسن بن علي على الخلافة ، وكان الحسن لا يريد القتال ، ولكنه كان يريد أن يأخذ لنفسه ما استطاع من معاوية ، ثم يدخل في الجماعة ويبايع ، فعرف الحسن أن قيس بن سعد لا يوافقه على ذلك فنزعه ، وأمر مكانه عبيد الله بن العباس ، فلما عرف عبيدالله بن العباس الذي يريد الحسن أن يأخذ لنفسه ، كتب عبيد الله إلى معاوية يسأله الامان ، ويشترط لنفسه على الاموال التي أصاب ، فشرط ذلك معاوية [ له ] وبعث إليه ابن عامر في خيل عظيمة ، فخرج إليهم عبيدالله ليلا ، حتى لحق بهم ، وترك جنده الذين هم عليهم لا أمير لهم ، ومعهم قيس بن سعد ، فأمرت شرطة الخمسين قيس بن سعد ، وتعاهدوا وتعاقدوا على قتال معاوية وعمرو بن العاص ، حتى يشترط لشيعة علي ولمن كان اتبعه على أموالهم ودمائهم وما أصابوا من الفتنة ، فخلص معاوية حين فرع من عبيدالله والحسن ، إلى مكايدة رجل هو أهم الناس عنده مكيدة ، وعنده أربعون ألفا ، فنزل بهم معاوية وعمرو [ و ] أهل الشام أربعين ليلة ، يرسل معاوية إلى قيس ، ويذكره الله ، ويقول : على طاعة من تقاتلني ؟ ويقول : قد بايعني الذي تقاتل على طاعته ، فأبي قيس أن يقر له ، حتى أرسل معاوية بسجل قد ختم له في أسفله ، فقال : أكتب في هذا السجل ، فما كتبت فهو لك ، فقال عمرو لمعاوية : لا تعطه هذا وقاتله ، فقال معاوية - وكان خير الرجلين - : على رسلك ، يا أبا عبد الله ، فإنا لن نخلص إلى قتل هؤلاء حتى يُقتل عددهم من أهل الشام ، فما خير الحياة بعد ذلك ؟ وإني والله لا أقاتله حتى [ لا ] أجد من ذلك بدا، فلما بعث إليه معاوية بذلك السجل ، اشترط قيس بن سعد لنفسه ، ولشيعة علي الامان على ما أصابوا من الدماء ، والاموال ، ولم يسأل معاوية في ذلك مالا ، فأعطاه معاوية ما اشترط عليه ، ودخل قيس ومن معه في الجماعة ، وكان يعد في العرب حتى ثارت الفتنة الاولى خمسة ، يقال لهم ذوو رأي العرب ومكيدتهم ، يُعَدّ من قريش معاوية ، وعمرو ، ويعد من الانصار قيس بن سعد ، ويعد من المهاجرين عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، ويعد من ثقيف المغيرة بن شعبة ، فكان مع علي منهم رجلان : قيس بن سعد وعبد الله بن بديل ، وكان المغيرة معتزلا بالطائف وأرضها ، فلما حكم الحكمان فاجتمعا بأذرح وافاهما المغيرة بن شعبة ، وأرسل الحكمان إلى عبد الله بن عمر ، وإلى عبد الله بن الزبير ، ووافى رجالا كثيرا من قريش ، ووافى معاوية بأهل الشام ، ووافى أبو موسى الاشعري وعمرو بن العاص ، وهما الحكمان ، وأبي علي وأهل العراق أن يوافوا ، فقال المغيرة بن شعبة لرجال من ذوي رأي أهل قريش : هل ترون أحدا يقدر على أن يستطيع أن يعلم أيجتمع هذان الحكمان أم لا ؟ فقالواله : لا نرى أن أحدا يعلم ذلك ، قال : فوالله إني لاظنني سأعلمه منهما حين أخلو بهما فأراجعهما ، فدخل على عمرو ابن العاص فبدأ به ، فقال : يا أبا عبد الله أخبرني عما أسالك عنه ، كيف ترانا معشر المعتزلة؟ فإنا قد شككنا في هذا الامر الذي قد تبين لكم في هذا القتال ، ورأينا نستأني ونتثبت ، حتى تجتمع الامة على رجل ، فندخل في صالح ما دخلت فيه الامة ، فقال عمرو : أراكم معشر المعتزلة خلف الابرار ، ومعشر الفجار.
فانصرف المغيرة ، ولم يسأله عن غير ذلك ، حتى دخل على أبي موسى الاشعري ، فخلا به ، فقال له نحوا مما قال لعمرو ، فقال أبو موسى : أراكم أثبت الناس رأيا ، وأرى فيكم بقية المسلمين ، فانصرف فلم يسأله عن غير ذلك ، قال : فلقي أصحابه الذين قال لهم ما قال من ذوي رأي قريش ، قال : أقسم لكم ، لا يجتمع هذان على رجل واحد ، وليدعون كل واحد منهما إلى رأيه.
فلما اجتمع الحكمان وتكلما خاليين ، فقال عمرو : يا أبا موسى ! أرأيت أول ما نقضي به في الحق علينا أن نقضي لاهل الوفاء بالوفاء ، ولاهل الغدر بالغدر ، فقال أبو موسى : وماذاك ؟ قال : ألست تعلم أن معاوية وأهل الشام قد وافوا للموعد الذي وعدناهم إياه ، فقال :فاكتبها ، فكتبها أبو موسى ، فقال عمرو : قد أخلصت أنا وأنت أن نسمي رجلا يلي أمر هذه الامة فسم يا أبا موسى ، فإني أقدر على أن أبايعك على أن تبايعني ، فقال أبو موسى : أُسمي عبد الله بن عمر بن الخطاب - وكان عبد الله بن عمر فيمن اعتزل - فقال عمرو : فأنا أسمي لك معاوية بن أبي سفيان ، فلم يبرحا من مجلسهما ذلك حتى اختلفا واستبا ، ثم خرجا إلى الناس ، ثم قال أبو موسى : يا أيها الناس ! إني قد وجدت مثل عمرو بن العاص مثل الذي قال الله تبارك وتعالى * (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها) * حتى بلغ (لعلهم يتفكرون) . وقال عمرو بن العاص : يا أيها الناس ! إني وجدت مثل أبي موسى مثل الذي قال الله تبارك وتعالى : * (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا) * حتى بلغ(الظالمين) . ثم كتب كل واحد منهما بالمثل الذي ضرب لصاحبه إلى الامصار.
قال الزهري عن سالم عن ابن عمر ، قال معمر : وأخبرني ابن طاووس عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر قال : فقام معاوية عشية ، فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال : أما بعد ، فمن كان متكلما في هذا الامر فليطلع لي قرنه ، فوالله لا يطلع فيه أحد إلا كنت أحق به منه ومن أبيه ، قال : يعرض بعبد الله بن عمر ، قال عبد الله بن عمر : فأطلقت حَبْوتي ، فأردت أن أقوم إليه ، فأقول : يتكلم فيه رجال قاتلوك وأباك على الاسلام ، ثم خشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع ، وتسفك فيه الدماء ، وأحمل فيه على غير رأي ، فكان ما وعد الله تبارك وتعالى في الجنان أحب إلي من ذلك ، قال : فلما انطلقت إلى منزلي أتاني حبيب بن مسلمة ، فقال : ما الذي منعك أن تتكلم حين سمعت الرجل أن يتكلم ؟ فقلت له : لقد أردت ذلك ، ثم خشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع ، وتسفك فيها الدماء ، وأحمل فيها على غير رأي ، فكان ما وعد الله تبارك وتعالى في الجنان أحب إلي من ذلك كله ، فقال حبيب بن مسلمة لعبد الله بن عمر : فداك أبي وأمي ، فإنك عصمت ، وحفظت مما حفت عرته.
Tercemesi:
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
Abdürrezzak b. Hemmam, Musannef, Meğâzî 9770, 5/452
Senetler:
1. Ebu Bekir Muhammed b. Şihab ez-Zührî (Muhammed b. Müslim b. Ubeydullah b. Abdullah b. Şihab)
2. Ebu Urve Mamer b. Raşid el-Ezdî (Mamer b. Râşid)
Konular:
İtaat, Allah ve Rasûlüne itaat
Savaş, ordu komutanlığı, komutanlar
Siyer, Habeşistan'dan Medine'ye Hicret
Yönetim, İtaat, emir sahiplerine
Öneri Formu
Hadis Id, No:
46981, DM002839
Hadis:
أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ أنبأنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحَمْنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ أَخْبَرَنِى زُرَيْقُ بْنُ حَيَّانَ مَوْلَى بَنِى فَزَارَةَ أَنَّهُ سَمِعَ مُسْلِمَ بْنَ قَرَظَةَ الأَشْجَعِىَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الأَشْجَعِىَّ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ :« خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ ». قُلْنَا : أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ :« لاَ ، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ ، أَلاَ مَنْ وُلِّىَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِى شَيْئاً مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِى مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ ، وَلاَ يَنْزِعَنَّ يَداً مِنْ طَاعَةٍ ». قَالَ ابْنُ جَابِرٍ فَقُلْتُ : آللَّهِ يَا أَبَا الْمِقْدَامِ لَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ؟ فَاسَتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ : آللَّهِ لَسَمِعْتُ هَذَا مِنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ عَمِّى عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُهُ.
Tercemesi:
Bize el-Hakem ibnu'l-Mübarek rivayet edip (dedi ki), bize el-Velid b. Müslim, Abdurrahman b. Yezid b. Câbir'den haber verdi ki, O şöyle demiş: Bana Fezâreoğulları'mn azad-lısı Zureyk b. Hayyan haber verdi ki; O, Müslim b. Karaza el-Eşcei'yi şöyle derken işitmiş: Ben, Avf b. Malik el-Eşceî'yi şöyle derken işitmiştim: Rasulullah'ı (Sallallahu Aleyhi ve Sellem) şöyle buyururken işittim: "Önderlerinizin en hayırlıları, sizin onları sevdiğiniz, onların da sizi sevdiği, sizin onlara hayır-dua ettiğiniz, onların da size hayır-dua ettiği kimselerdir. Önderlerinizin en kötüleri ise sizin onları sevmediğiniz, onların da sizi sevmediği, sizin onlara lanet ettiğiniz, onların da size lanet ettiği kimselerdir." Biz; "bu durumda onlarla bozuşalım mı, ya Rasulullah?" dedik de, O şöyle buyurdu: 'Aranızda namaz kıldıkları sürece hayır! Şunu iyi bilin ki, kimin başına biri yönetici olur da o, onda Allah'a isyan etme ile ilgili birşey yaparken görürse, onun Allah'a isyan etme ile ilgili şeylerini çirkin görsün, ama itaatten asla el çekmesin!" Câbir'in torunu (Abdurrahman) demiş ki: O zaman ben (Zureyk'e); "Ebu'l-Mikdam! Allah'a andolsun mu, sen bunu Müslim b. Ka-raza'dan işittin mi?" demiştim de, bunun üzerine O kıbleye yönelmiş ve iki dizinin üzerine çöküp şöyle demişti: "Allah'a andolsun ki, ben bunu gerçekten Müslim bJ Karaza'dan işittim. O diyordu ki, ben amcam Avf b. Malik'i şöyle derken işittim: Ben RasuluUah'i (Sallallahu Aleyhi ve Selhm) bunu (yani yurkarıdaki hadisi) buyururken işittim."
Açıklama:
Yazar, Kitap, Bölüm:
Dârimî, Sünen-i Dârimî, Rikâk 78, 3/1843
Senetler:
1. Ebu Amr Avf b. Malik el-Eşcaî (Avf b. Malik)
2. Müslim b. Karaza el-Eşce'î (Müslim b. Karaza)
3. Ebu Mikdam Züreyk b. Hayyan el-Fezarî (Rüzeyk b. Hayyan)
4. Abdurrahman b. Yezid el-Ezdî (Abdurrahman b. Yezid b. Câbir)
5. Ebu Abbas Velid b. Müslim el-Kuraşî (Velid b. Müslim)
6. Hakem b. Mübarek el-Bahilî (Hakem b. Mübarek)
Konular:
Yönetici, fiillerine karşı tavrın nasıl olacağı
Yönetici, iyisi-kötüsü
Yönetim, İtaat, emir sahiplerine